بقلم : محمد أمين
طبيعة الشخصية هى التى تفرض طبيعة الحوار فى الليالى الرمضانية.. فالوزراء غير المحافظين، والسابقون غير الحاليين.. فلا يمكن أن نتحدث عن حركة تغيير وزارى فى وجود وزراء فى الخدمة.. إنها اللياقة أولاً وأخيراً.. وإذا كان المحافظون خارج الخدمة كان الكلام مفتوحاً.. وتحدثنا مع المحافظين السابقين عن تجربة نواب المحافظين فكانوا «غير مقتنعين» بالمرة!
ولا أخفى عليكم أننى فى وقت سابق تحدثت مع محافظين موجودين حالياً عن التجربة، وقال بعضهم: الحمد لله معنديش.. بعض الذين عندهم نواب جهزوا لهم مكاتب طبعاً، طبقاً للتعليمات، لكنهم أشبه بالسكرتارية.. أتمنى ان يكون البعض قد أخذ فرصته.. وأتمنى أن تكون هناك جهات لديها تقييم حقيقى للتجربة.. الفيصل حين يتم اختيار محافظين منهم فى حركة قادمة!
المفترض أن هؤلاء نواب محافظين، أى أنهم عركوا الحياة وكانوا محافظين «تحت التمرين».. فمن الذى يقول إنهم نجحوا أو فشلوا؟.. فى كل الأحوال، لا أهتم بمن يرفض الفكرة على إطلاقها.. ولا أعطيه صوتى لتأييده.. إنما أهتم بوجاهة النقد والمنطق.. للأسف بعضهم يرفض فكرة النائب لأسباب عمرية.. المعيار هو الخبرة.. السادات كان أسبق فى اختيار الشباب!
وأعرف طبعاً أنهم نواب بلا تجربة فى الحكم المحلى أو الإدارة المحلية.. بعضهم اقترح أن يكون رئيس قرية أو مجلس مدينة ثم يصل لدرجة محافظ.. هذا منطق أتفق معه وأؤيده.. لا يهمنى السن إطلاقاً.. عبدالمنعم عمارة كان أنجح محافظ وأصغر محافظ للإسماعيلية.. منصور حسن كان أصغر وزير، وكان السادات يريد أن يجعله نائب الرئيس لولا حادثة الاغتيال المعروفة!
المناقشات حول موضوع النواب أخذت منحى عملياً.. بعضهم قال كيف يدير النائب فى غياب المحافظ؟.. كيف يتعامل مع مدير الأمن مثلاً؟.. الفكرة من جديد هى السن.. ثقافتنا تتمسك بموضوع تلازم الوظيفة العامة والسن.. عندنا الوظيفة العامة تبدأ بعد الستين.. التجربة الحالية تحاول كسر التابوهات، وتحاول تغيير الثقافة.. المحافظ قد يكون شاباً وقد يكون «سيدة»!
ربما كان السبب أن بعض الحضور بدأ من تحت السلاح، وعاش فى سلم الإدارة المحلية.. بدأ رئيس مدينة فسكرتيرا عاما فمحافظا.. ليس شرطاً أن نفعل.. لكنها تبقى الطريقة الأفضل.. سكرتيرو العموم أقدر على أن يكونوا نواباً، وأقدر على أن يكونوا هم الصف الثانى.. الرئيس يحاول خلق كوادر.. المهم أن يكونوا قادرين على الإدارة واكتساب المهارات.. التجربة ستكون كاشفة!
وأخيراً، فى الغرب رأينا تونى بلير رئيس وزراء 40 سنة.. ورأينا كاميرون 37 سنة.. أوباما رئيس أكبر دولة كان 44 سنة.. عندنا لا نعترف بالموهبة.. مازلنا نخشى من وجود محافظ شاب أو امرأة.. المحافظ غير الوزير.. فالمحافظ جماهيرى، ولابد أن تظهر عليه «هيبة المنصب»!