توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألف غيره بيتولد!

  مصر اليوم -

ألف غيره بيتولد

بقلم : محمد أمين

كان من أول «طقوس العيد» أننا نزور المقابر.. نتذكر الأموات والشهداء ونبكى.. هكذا كنا نفعل زمان.. ولكن الرئيس أجرى تعديلاً على برنامج الاحتفال.. لم يزر المقابر ولا الشهداء، وإنما زار أبناء الشهداء ولعب معهم ووزع عليهم الهدايا، وطيّر البلالين، وأدخل الفرحة على قلوبهم.. فماذا تفعل في شعب يقول: «إن كان في أرضك مات شهيد فيه ألف غيره بيتولد»؟!.

وليست صدفة أن يحدث هجوم إرهابى غادر، على كمين العريش، أثناء تكبيرات العيد، ليفسدوا فرحة المصريين.. ومع ذلك لم ينجحوا ولن ينجحوا.. فماذا تفعل في شعب يستقبل الشهداء بالزغاريد؟.. وماذا تفعل في آباء وأمهات يرون أنهم حصلوا على وسام الشرف؟.. وماذا تقول لأب يقول عندى ابن غيره خذوه مكانه، وأنا جاهز أيضاً لأحمل السلاح من جديد؟!.

هذا الشعب لا يمكن أن ينكسر.. وهذه الفرحة لا يمكن أن يفسدها صغار.. لا يمكن أن تضعف مصر.. حاولوا إثارة الرعب في يوم العيد.. وحاولوا أن يتحول العيد إلى حزن، والأفراح إلى مآتم.. ولكنهم لن يفلحوا.. سنزيد شهيداً.. «فيه ألف غيره بيتولد».. فيه ألف غيره يُقبل كل عام على دخول الكليات العسكرية.. يسجلون أسماءهم في سجلات الشرف.. ولا يخافون!.

وأتذكر الآن ما قاله الرئيس في حفل إفطار الأسرة المصرية «بنلاقى مخازن سلاح في البيوت ونسكت من غير ما نعلن.. مش عاوزين الناس تخاف».. إذن هو يعرف الكثير ولا يبوح كى لا نشعر بالخوف.. يتحمل عبء الحرب، وعبء تماسك الجبهة الداخلية.. فلا يتأثر.. ولا يتراجع.. ثم يحتفل مع أبناء الشهداء ويمسح على صدورهم.. ليقول إنهم ليسوا وحدهم!.

وبالفعل فهم ليسوا وحدهم.. كل المصريين آباء وأمهات لأبناء الشهداء.. يتسابقون لإسعادهم.. سوف تجد المطربين يتسابقون لإدخال الفرحة على نفوسهم.. سوف تجد الإعلاميين يؤدون واجبهم تجاههم.. فقد ضحى آباؤهم بالروح كى نعيش في أمان.. فالذين استشهدوا فجر العيد كانوا يرابطون ونحن نيام.. وأقل شىء أن تهدأ أرواحهم ونحن «نطبطب» على أبنائهم!.

وقد قرأت كلمات الإمام الأكبر شيخ الأزهر في إدانة العمل الخسيس، وملحمة العيون الساهرة لتأمين البلاد.. وقرأت كلمات فضيلة المفتى الذي قال إنهم لن يكسروا مصر.. لكننى توقفت عند كلمات محمد صلاح ومحمد أبوتريكة.. نعى كل منهما شهداء العريش.. ربما هي المرة الأولى لأبوتريكة.. وربما تكون صفحة جديدة للماجيكو بعد نصيحة مهمة من هنا أو هناك!.

وأخيراً، هذه لحظة نردد فيها بكل قوة «شدى حيلك يا بلد».. وهذه لحظة نحتضن فيها أبناء الشهداء.. نلاعبهم وندخل عليهم الفرحة.. الدفاع عن الوطن شرف.. يقوم به رجال وأبطال.. ويقف في الطابور رجال وأبطال أيضاً.. «إن كان في أرضك مات شهيد، فيه ألف غيره بيتولد»!.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألف غيره بيتولد ألف غيره بيتولد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon