بقلم : محمد أمين
نجحت مصر فى التنظيم، وخرجت من البطولة فى وقت مبكر.. وانهارت دولة الكرة، حيث استقال الاتحاد وأقيل المدير الفنى، وتم تقديم بلاغات للنائب العام تتهم الاتحاد بالفساد. قبل أن تطلع شمس يوم الهزيمة.. فهل هى الصدمة، أم أن البلاغات كانت جاهزة؟.. مؤكد هناك أسباب كثيرة، منها المحسوبية والفساد والسمسرة والمجاملات.. هل كل ذلك يحدث فى الجبلاية؟!.
لقد كانت صورة الطفل وهو يبكى فى المدرجات أمام الكاميرات صورة ذات دلالة كبرى.. صورة تقول كل شىء.. كان لديه شعور بالهزيمة المُرّة.. كانت عنده أحلام فوق طاقة المنتخب.. وفوق طاقة الاتحاد.. وفوق طاقة المدير الفنى.. كان يريد أن يفرح.. إلا أنه تلقى أول صدمة فى حياته، بعد أن استعد للفرح.. وارتدى قميص المنتخب وراح يشجع بروح الفانلة!.
حالة الناس فى البيوت والمقاهى والاستاد كانت تشبه حالة الطفل الباكى.. كانت تريد أن تفرح وتنسى مشاكلها بعض الوقت.. تمنت أن تقضى شهراً لا يحسب من أعمارها.. ضاع كل شىء فجأة.. صرخت قبلها أن الخطة غلط.. وقالت إن التشكيل غلط.. واعترض الناس على بعض الأسماء، وتحدثوا عن مجاملات ترتبط بسوق اللاعبين، والسماسرة والاحتراف!.
وقد عشت آثار الهزيمة على وجوه الغلابة.. بعدها انقطعت الكهرباء، وسادت لحظة صمت طويلة.. توقف الناس عن الكلام.. ثم انفجر الكل يقول كلاماً لا يمكن الاستشهاد به.. لا يمكن نشره.. هذه هى جماهير الكرة.. تغضب وتثور وتتخذ قرارات احتجاجية.. فأطاحت بمجلس الاتحاد، وتوالت الاستقالات.. لم تطلع الشمس إلا وهم خارج كراسيهم.. وكان هذا أقل واجب!.
ولكن خرج من يقول إن «الاستقالة وحدها لا تكفى».. هناك أموال أهدرت.. وهناك أموال سوف تضيع على مصر.. قدرها البعض بمليار جنيه.. كان الحل هو التحقيق.. فى المقابل انفتحت ماسورة السخرية.. من يقول «المعازيم قعدوا وصحاب البيت مشيوا».. ومن يقول إن الرئيس استدعى كامل الوزير لتدريب المنتخب.. إلى آخر هذه التعليقات الساخرة، و«أكثرها نارية»!.
ومثل كل مرة، سوف يُسدل الستار على ما حدث.. ومثل صفر المونديال سوف ينتهى الأمر إلى لا شىء.. لكن السؤال: متى يكون لنا منتخب حقيقى على قدر مصر؟.. ومتى نكون مثل منتخبات إفريقية لا تنفق ربع ما ننفقه على منتخبنا القومى؟.. هل الحكاية أصبحت بيزنس وسمسرة ومجاملات، كما يقول بعض المحللين؟.. أم أن الكرة كعادتها تحتمل الهزيمة والنصر؟!.
هل نحتاج إلى إعادة النظر فى كل شىء؟.. وهل شاب عملية استقدام «أجيرى» أى فساد؟.. هل تحدث رشاوى فى هذه العملية؟.. هل القصة تخضع لعملية سمسرة؟.. هل تشكيل المنتخب نفسه يخضع للمجاملات على حساب اللعب؟.. نريد لجنة تقصى حقائق.. على الأقل نقيم حواراً كروياً!.