بقلم : محمد أمين
ذكرنى الفيس بوك بشىء كنت أفعله فى مثل هذه الأيام من عام 2013.. كنت أرفع كارت أحمر فى وجه دولة الإخوان.. كانت إرادة شعب يريد أن يتحرر من الإخوان؛ بعد أن كان البعض يرى أن يعطيهم فرصة؛ وبعد أن كان هناك من يرى أنهم الأيدى المتوضئة متأثرة بالدعاية الإخوانية فإذا هم شياطين الإنس وقد حاولوا أخونة الدولة وكل شىء وبدأوا تغيير هوية مصر.. والكارت الأحمر لم يكن إنذارا لكنه كان قرارا بالطرد.. وتم تحديد 30 يونيو موعدا لإسقاط دولة المرشد وقد كان بالفعل، ودخلنا فى سنوات من الحرب ترعاها دول إقليمية ومخابرات ويشرف عليها التنظيم الدولى حتى اليوم!.!
لم يكن يعرف الذين انتخبوا الإخوان أنهم كانوا يؤسسون لإمبراطورية؛ ولم يكن أحد يعرف أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا يحبونها.. وإنما تأثروا بكلام ودعايات لا أصل لها.. عن الطهارة والوضوء والناس بتوع ربنا وتبين أنهم لا يعرفون أى شىء غير الجماعة ودولة المرشد.. ولا يؤمنون حتى بفكرة الوطن.. وقد أثبتت الأيام أنهم لا يمانعون فى دعم السلطان العثمانى الطائش ضد الوطن.. ولا مانع أن يدعموا أمير قطر ضد بلادهم.. فالوطن بالنسبة لهم حفنة من تراب عفن كما قال مرشدهم.. معناه أنهم فى وادٍ ونحن فى وادٍ آخر تماما!.
لا ننسى تلك الأيام التى خرجنا فيها نهتف للوطن.. ونهتف يسقط يسقط حكم المرشد.. وخرجت الملايين فى كل شبر فى مصر حتى سجلت أكبر خروج فى التاريخ.. حتى وصلنا إلى أبواب الاتحادية لإخراج مرسى من القصر.. وما هى إلا ساعات حتى انحاز الجيش إلى الشعب فى ملحمة بطولية لإنقاذ الوطن.. وهى المرة الثانية التى خرج فيها الجيش فى عامين للحفاظ على سلامة الدولة.
لقد كان وجود الإخوان اختبارا لمصر والمصريين.. فقد كنا على أعتاب تغيير الهوية مع جماعة لا تؤمن بالإعلام وتسميهم سحرة فرعون؛ ولا تؤمن بالقضاء وتسخر منه بقولها القضاء الشامخ؛ ولكن الله سلم.. وخرج جميع فئات الشعب تطردهم إلى غير رجعة وتتحدى كل العالم حتى أمريكا.. وانتصرت إرادة الشعب!
وخرج أنصار الثورة وأنصار مبارك ضد الإخوان.. وتوحدت كل فئات الشعب لتقول كلمتها وترفع الكارت الأحمر فى وجه الإخوان وهى ترفع علم مصر وحده.. لا ينازعه علم تركيا ولا علم أى دولة أخرى!.