بقلم : محمد أمين
كلمات أعجبتنى، كتبها طبيب محترم على صفحة «فيس بوك».. الطبيب هو الدكتور محمود عثمان، استشارى الجراحة والتجميل.. يقول فيها «من الخيانة أن يبيع الطبيب مريضه لشركات الأدوية التى تمنحه (مالاً.. هدايا.. حضور مؤتمرات علمية.. رحلات ترفيهية.. إلخ) مقابل أن يكتب الدواء الذى تنتجه هذه الشركة أو تلك، مع وجود مثيل له فى السوق بنفس الفاعلية وأقل سعراً.
ومن الخيانة أيضا أن يبيع الطبيب مريضه لمعامل ومختبرات التحاليل والأشعة الأغلى تكلفة، بحجة أنه لا يثق إلا بها، وحقيقة الأمر أنه متعاقد معهم على نسبة (عمولة) مقابل إرسال المرضى لهم، ويزداد الأمر بشاعة حين يكتب أشعة وتحاليل لا يحتاج إليها فى الحقيقة، لمجرد أن يحصل على نسبته منها.
ومن الخيانة أيضاً أن يجرى الطبيب أو الطبيبة عملية قيصرية لا تحتاجها الحامل من أجل المال، وقد يكون بالإمكان توليدها طبيعياً.. ومن الخيانة أن يوقف الطبيب إجراء عمليات جراحية بالمستشفى العام لينفرد بإجرائها فى المستشفيات الخاصة، ويضع تسعيرات خيالية تقصم ظهر المريض وربما يستدينون ويبيعون أغلى ما يملكون بأبخس الأثمان، لتوفير هذه الأموال.
ومن الخيانة أن يطلب الطبيب وضع المولود فى حضّانة، وهو يعلم أنه لا حاجة لذلك كله، فقط من أجل المال.. ومن الخيانة أن يذهب سائق الإسعاف الذى يناط به إغاثة الملهوف بالمريض إلى المستشفى الذى يعطيه نسبة مقابل كل مريض، حتى لو كانت هناك مستشفيات أرخص أو أفضل.
ومن الجشع والخيانة أن يتم استنزاف أموال المريض فى مستشفى لا توجد لديه الإمكانيات والتخصصات لمثل هذه الحالة، وفى الأخير يقال له نحن آسفون الحالة خطيرة، ولازم تنقلوها إلى مستشفى متخصص رغم علمهم ذلك منذ البداية.. ومن الخيانة والجشع أن يتم تأجير سيارة الإسعاف بمبالغ باهظة وخيالية لنقل الحالات التى تستدعى التحويل إلى مكان آخر.
فهل ندرس الطب لنرتقى به ونخدم المرضى؟، أم لنمتطى به ظهور البشر؟.. الطب يا سادة رسالة سامية ومهنة إنسانية لها ضوابط وميثاق شرف غير مكتوب، يحمله الأطباء فى قلوبهم، وليس فى جيوبهم.. تحية للأطباء الشرفاء أصحاب الضمائر الحية أينما كانوا.. ولا نستطيع إيفاءهم حقهم من الشكر والثناء، ولكن أجرهم عند ربهم أكبر وأعظم من كل أموال الكون.
الضمير هو السلطة الرقابية العظمى، فراجع ضميرك لأنه مفتاح قبول الأعمال الصالحة عند رب العالمين.. أخاطب الضمير الإنسانى لكل طبيب فى وطننا الحبيب، بعد أن تفشت هذه السلبيات التى تسببت فى إفقار وموت الكثير من البسطاء، دون وازع من ضمير أو خوف من الله».
وأخيراً، هذه كلمات أعجبتنى فأردت نشرها لتصل إلى كلّ طبيب وإلى كلّ شركات وتجار الأدوية وإلى كلّ أصحاب المستشفيات الخاصة والمختبرات الجشعة.. ارحموا الغلابة!.