بقلم : محمد أمين
لا أخشى على مصر وفيها هؤلاء الأسود من الأبطال.. حضرت أمس حفل تخرج دفعة الشهيد عمر القاضى.. تابعت العرض العسكرى بكل دقة.. شكل خريج الشرطة تغير.. لم يعد يدرس العلوم الشرطية والقانونية فحسب.. لكنه يتدرب تدريباً قاسياً أيضاً.. طرق التدريب تغيرت جداً.. منذ أن أصبح التدريب مشتركاً مع طلاب الكلية الحربية.. حدث هذا فى عصر السيسى!.
البرامج العلمية تغيرت جداً.. الخبرات التى يحصل عليها الطلاب بالتأكيد أكبر من ذى قبل.. الضباط أنفسهم يعرفون ذلك.. هناك خبرات عملية يتلقاها الطلاب.. تم تصنيفهم طبقا للتخصصات المختلفة من الكلية.. شىء جديد يحدث لأول مرة.. يمكنك أن تختار تخصصك.. ويمكن للكلية أن تقيم هذا الإجراء طبقاً لمعايير واضحة.. كل ذلك حدث بالفعل فى السنوات الأخيرة فقط!.
الجيش والشرطة فى «مركب واحد».. يتدربان تدريبات مشتركة.. يضمهما كمين واحد على الحدود.. ويكفى أن تشاهد العرض العسكرى لتشعر بالاطمئنان، ويشعر عدوك بالرعب.. يحضر الرئيس حفلات التخرج هنا وهناك.. نفس الاهتمام.. يُقبل رأس والد الشهيد هنا، وأم الشهيد هناك.. كلاهما قدم روحه فداء للوطن.. وترك خلفه «أبطالاً» يذكّروننا بحق الشهيد!.
نعم الأبطال يتركون أبطالاً.. يجددون وطنيتنا.. «دينا» بنت الشهيد كانت تتحدث عن والدها وتبكى.. تقسم بالله أنها لن تفرط فى ذرة من تراب الوطن.. شقيقها أيضاً التحق بالشرطة ليأخذ بثأر أبيه.. كنت أشاركها الدموع.. وأصعب شىء أن تبكى بلا صوت.. «دينا» لم تنكسر.. كانت تشد على أيدينا ألا نخشى على مصر.. هذه بنت مصرية.. يجرى فى عروقها دم مصرى!.
وهناك عشرات ومئات مثل «دينا»، ضحوا براحتهم لتعيش مصر.. وفقدوا ذويهم لنعيش فى أمان.. شكل تانى عندما تسمع السلام الوطنى فى ساحة عرض عسكرى.. عندما تسمع يا أغلى اسم فى الوجود يا مصر.. وعندما تسمع «خلى السلاح صاحى».. شكل تانى عندما تسمعها فى طابور مدرسة، وفى طابور عرض عسكرى، عندما يغنيها الأسود فى التدريبات!.
وأتمنى أن يحضر حفلات التخرج والعروض العسكرية طلاب الجامعات.. لن تحتاج لكى تتحدث معهم عن الوطنية أبداً.. لن تحتاج لتقدم لهم ألف محاضرة.. سيرون شكل الضابط المصرى الحديث.. سيرون شكل خريج أكاديمية الشرطة والكليات العسكرية.. مصر محروسة برجالها.. هذه هى مصر هبة شعبها وجيشها وشرطتها الباسلة.. ولذلك كانت «المحروسة»!.
أهنئ معالى وزير الداخلية، محمود توفيق، بانضمام دفعة جديدة لخدمة الوطن.. من المؤهلين علمياً وعملياً طبقاً لأحدث النظم.. فقد عدت وأنا أشعر بالاطمئنان.. فمصر لا تحمى حدودها فقط.. وإنما تدرب أبناء فلسطين والعرب وإفريقيا.. وتمارس ذلك بكل التزام أخلاقى!.