توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتطوعون!

  مصر اليوم -

المتطوعون

بقلم : محمد أمين

لم تصدر تعليمات إطلاقًا لوقف النشر فى قضية عطش بورسعيد.. إنهم المتطوعون.. ولم يعتبر أحد أبدًا أن قضية انقطاع المياه عن المدينة الباسلة قضية أمن قومى.. إنهم المتطوعون.. هم الذين تركوا المدينة عطشانة ولم ينشروا موضوعًا.. هم الذين اعتبروا أنها مسألة وقت.. على الأقل اسألوا عن سر انقطاعها.. اسألوا عن «الحوت الذى شرب المحيط»!.

فلا صحافة ولا إعلام إن كان لا يشعر بنبض الناس.. مأساة الإعلام أن الذين يديرونه متطوعون، لم يُطلب منهم أى شىء.. مأساة هؤلاء أنهم لا يفهمون معنى الصحافة.. لم يقل لهم أحد تكلموا فى السياسة.. لم يقل لهم أحد اجعلوها قضية سياسية.. هى قضية إدارة بالدرجة الأولى.. وقضية محليات.. وقضية وزارة.. وقضية محافظة.. فلماذا لم «ينشروا» أى شىء؟!.

الحكومة نفسها تعترف بوجود الأزمة.. وتعرف من شرب المحيط.. تعرف من شرب مياه الترعة.. تعرف أن المزارع قطعت المياه عن المدينة.. وللأسف الصحافة لم تعترف بالأزمة.. لم تعترف بأن هناك مشكلة.. لم تبحث من باب المهنية أسباب قطع المياه.. لم تنشر شيئًا من قصص العطشانين.. قصة الفناطيس وبيع المياه المعدنية.. لم نقرأ «قصة إنسانية» واحدة!.

والسؤال: إذا كانت الحكومة تعرف أن هناك رجال أعمال قطعوا المياه، فلماذا لم تحاسبهم؟.. ألا تعرف معنى قطع المياه خمسة أيام عن محافظة تشرب من الترعة؟.. لا يكفى أن يتحرك المحافظ ويقف على الترعة حتى يتم تطهيرها.. لا يكفى أبدًا أن ترفع الحالة إلى حد الطوارئ بعد الأزمة.. مصالح الناس لابد أن تكون فى «حالة طوارئ» دائمًا وأبدًا ليلًا ونهارًا!.

نخسر كثيرًا حين «نكمم الأفواه»، ونخسر كثيرًا حين لا نسمح بحرية النشر.. على الأقل فى القضايا اليومية.. على الأقل فى القضايا الاجتماعية.. على الأقل فى القضايا الرياضية.. على الأقل فى القضية الفنية والدرامية.. معقول أصبحت قضايا أمن قومى.. كيف نتوسع فى المنع إلى هذا الحد؟.. ما تفسيرك لحالة الصمت؟.. هل الصمت يعنى مثلًا أنه لا توجد مشكلة أصلًا؟!.

ضار جدًا بالوطن أن تنتقل حركة النشر من الصحف اليومية إلى السوشيال ميديا.. ربما لا تأمن عواقبها.. وربما لا تأمن عمليات التهييج والغوغاء.. فى الوقت نفسه، لا أحب أن تتقلص الأدوات الطبيعية للنشر لصالح وسائل لا رقابة عليها.. ولا يملك أصحابها الأدوات اللازمة للكتابة.. تهميش الصحف مؤشر سلبى.. الإحساس بالخوف لا يصنع صحافة بالمرة!.

وختامًا، أكرر أنه لم يطلب أحد منع النشر فى قضية عطش بورسعيد.. فمن قال إن الكتابة فى الأكل والشرب «قضية أمن قومى»؟.. ومن قال إن مصالح الناس لا تصلح للنشر؟.. فتش عن المتطوعين.. هؤلاء يبتعدون عن وجع الدماغ.. جعلوا سقف النشر عند سطح الأرض دون تعليمات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتطوعون المتطوعون



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon