بقلم : محمد أمين
الرئيس السيسى لم يفاجئنى حين طلب من الشباب أن يسألوه فى مؤتمر الشباب دون خطوط حمراء.. هناك تجربة سابقة أحسست منها أنه لم يكن هناك ترتيب مسبق.. تجربة ساندرا نشأت.. سألته بكل عفوية.. تناولت أمورا كثيرة.. تأكدت أنها لم ترتب مع أحد ولم تتفق مع أحد.. الآن ينتظر الرئيس شجاعة الشباب.. وينتظر أسئلة بلا حدود!.
القضية ليست أن تسأل الرئيس فى نقاط شائكة أنا وأنت نعرفها.. وكلنا يريد أن يعرف لها إجابة.. القضية كيف تسأل الرئيس؟.. كيف تحترم مقام الرئاسة؟.. وبعدها اسأل فى أى شىء.. نحن الذين نضع الخطوط الحمراء.. ونحن الذين نستبعد كل الأسئلة بحجة أنها حمراء وسوداء.. الرئيس لا يهتم بالألوان.. ولا يهتم إلا بأن يطمئن الشعب.. هذه هى الحكاية بالضبط.. ما لم تكن هناك علاقة للسؤال بالأمن القومى للبلاد!.
هذا الإحساس لم يفارقنى لحظة.. أمارس مهنتى على ضوء إحساسى وإيمانى بمهنة الصحافة وفكرة الدولة.. قد يكون هناك متطوعون يضيّقون على الكُتاب والصحفيين.. قد يصدرون تعليمات بلا معنى.. أراها من قبيل الأخذ بالأحوط وسد الذرائع.. ثم يتلقى التعليمات من يصنع دوائر أخرى أشد ضيقًا.. وهو ليس مطلوبًا بالمرة.. المطلوب أن نأخذ بالنا على بلدنا فقط.. لا أكثر ولا أقل!.
ويبقى السؤال: ما هى الخطوط الحمراء التى يمكن أن تزعجنا؟.. هل هى مثلًا المتعلقة بالحريات؟.. بالتأكيد الرئيس يعرفها.. هل هى المتعلقة بالإرهاب؟.. هل هى المتعلقة بمتى نستريح؟.. فرق كبير أن تسأل الأسئلة وأنت تبحث عن إجابة، وأن تسأل وأنت تريد أن تسخر أو تشكك أو تطعن فى الإنجازات.. هذا هو الفرق بين من يؤيدك ومن يكرهك!.
وللتوضيح فإن من يؤيدك يرى نفسه شريكًا لك فى السراء والضراء.. أما من يكرهك فهذا شأنه شأن آخر.. بالتأكيد المعارضة مطلوبة وقانونية وهى لا تسخر ولا تشكك إنما تضبط الإيقاع.. تفرق كتير عن أعداء الوطن.. أيوة هناك أعداء الوطن فى الداخل.. لا يريدونه أن يقف على قدميه.. صدقنى هذه حقيقة.. هناك مواقع وصحف وفضائيات عدوانية تعبر عن هذا الفصيل العدوانى!.
غالبًا الخطوط الحمراء لا تتعلق أبدا بملفات خارجية؛ فكل علاقتنا الخارجية أمام الجميع.. وقد أثبت الرئيس أنه يدير الملفات الخارجية باقتدار.. شهد له العالم.. كما أنه لم يعرضنا لأى مطبات حتى مع الدول التى تدبر ضدنا المؤامرات.. فقد أعرض عنها.. وقدم نموذجا يحتذى فى دبلوماسية الصبر.. وأعلى من قيمة مصر.. وقد ظهر كل ذلك فى كل القمم الأجنبية.. رئيس يعرف قدر مصر!.
وأخيرًا هذه فرصة ليتحاور الرئيس مع شباب مصر.. وفرصة لكى يسمع منهم.. لكى يجيب عن أى شىء يشغلهم.. هذا واجبه وهذا حقهم.. فعلها من قبل فى مؤتمر الماسة.. والآن يؤصل لعصر جديد فى أمور كثيرة.. قد تكون بدايتها من العاصمة الإدارية الجديدة!.