بقلم - محمد أمين
مين يشترى الهرم؟.. هل نبيعه بالمزاد العلنى أم نبيعه بالأمر المباشر؟.. من الذى يقدر على ثمنه؟.. دولة أوروبية أم دولة عربية؟.. هل نؤجره بحق الانتفاع أم نبيعه للأبد؟.. ولماذا نبيع الهرم؟.. هل فشلنا فى إنقاذ مصر؟.. هل نفد الاحتياطى النقدى بالبنك المركزى؟.. هل صحيح أننا خسرنا 32 مليار دولار فجأة؟.. هل كان الحل هو بيع الهرم حتى لا «تسقط مصر»؟!
نعيش حالة فراغ كبرى.. ونعيش أكاذيب كبرى يختارون لها توقيتات محددة.. أشفق كثيراً على العاملين بمركز المعلومات.. ولو كنت مكانهم ما تطرقت للموضوع.. سواء عن بيع الهرم، أو تراجع الاحتياطى النقدى.. واضح أنها أكاذيب يروجونها.. يوهمون من يقرأ أن مصر تبيع «عفش البيت».. مع أن الاحتياطى غير مسبوق.. ومع أننا لا نحتاج للرد أصلاً!.
فلا مصر تبيع تراثها، ولا تبيع عفش بيتها.. ولكنهم يعيدون إنتاج الأفلام الهابطة.. هم يعرفونها.. وهم أول من عرض فكرة بيع الهرم لقطر.. لا يعرفون أن مصر تعافت وقطعت شوطاً طويلاً.. لا يعرفون أن الاحتياطى 44 مليار دولار، وأنه قادر على توفير احتياجات مصر 9 أشهر.. السؤال: لماذا يفتكسون الكذب؟.. إنهم يصدّرون للناس فكرة «الدولة الفاشلة»!.
ومن الجائز كان بإمكانهم تصدير الفكرة منذ أربعة أعوام.. ومن الجائز كانوا يروجون الأوهام فى الدورة الرئاسية الأولى.. أما الآن فلا.. فقط يستميتون لإثبات شىء ليس له وجود.. سيكذبون أكثر كلما افتتحنا المشروعات الكبرى.. وكلما دارت عجلة الإنتاج.. لا يريدونها أن تدور.. يحاربون الرئيس قدر استطاعتهم.. أصبح الشعب قادراً على «فرز الأكاذيب»!.
فمن قال إن الاحتياطى تراجع إلى 12 ملياراً؟.. فأين ذهبت مليارات البنك المركزى؟.. هل تم تهريبها مثلاً مثل مليارات مبارك؟.. هل خرجت تحملها الحاويات، كما روجوا عن قصور الرئاسة؟.. فقد ثبت أنها مسجلة بالصوت والصورة ويتم جردها وتصويرها فى أماكنها؟.. كل هذا الكذب ليقول الإخوان إن مصر ضاعت من بعدهم.. مع أنها كادت تضيع فى وجودهم!
ابحثوا عن أكذوبة أخرى «معقولة» يمكن تصديقها.. فلا «أحد» يستطيع أن يبيع الهرم.. قد تقوم الدولة بتطوير المنطقة وتسويقها.. وقد تقوم برفع كفاءتها وتجهيزها للعرض.. قد يتولى هذا الفعل شركة هنا أو هناك.. مصر يحكمها رجال دولة كبار لا عصابة.. ويحكمها وطنيون لا سماسرة.. اختشوا على دمكم.. ولا تروجوا الأخبار المضروبة والشائعات المفبركة!
عيب، لا تنشروا الأكاذيب فقد أصبحت مفضوحة.. ولا تروجوا الشائعات فقد عرفنا أنها أوهام.. مصر فى أحسن حالاتها الآن.. تمتلك سلاح الغاز.. وتمتلك مشروعات كبرى لم ننشئها فى العصر الذهبى.. فلا تبيع الهرم ولا تفكر.. ولا يمكن أن يروج هذه الأكاذيب إلا المعاتيه!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع