بقلم : محمد أمين
شاهدتُ فيديو صغيرًا «أقل من دقيقة» أرسله لى مسؤول كبير.. كانت تيريزا ماى تستعد لتودع مجلس الوزراء، وتأخذ حقيبتها وترحل.. وبينما كانت خارجة من 10 دواننج ستريت بلا مساعدة من ساع، وضعت حقيبتها فى العربية، وفتح السائق موسيقى لترقص «ماى» فرحة، أنها خرجت من الحكومة.. ثم فتحت شامبانيا وبدأت تجرى فى المزارع كأنها تطير!
وقد يكون الفيديو مصنوعاً، لكنه يدل على أن الفترة القادمة مختلفة، فهى لا تحتاج إلى ذات الشعر المسبسب المنظم المكوى، وإنما إلى صاحب الشعر المنكوش.. فقد طاردت جونسون كاميرات الباباراتزى حتى بيته فى الريف.. فخرج إليهم بصينية شاى وشورت وتى شيرت وشعر منكوش أيضاً.. لا يدل على أنه رئيس وزراء.. ولا حتى مزارع، يشبه جده المزارع فى مصر!
فهل «الحرية» أهم من منصب رئيس الوزراء؟.. يقول المسؤول الكبير: إن «ماى» تجرى من «جحر الثعابين».. فكل مسؤول يرى أنه مخنوق فى منصبه.. وأنه مقيد.. وأنه ينتظر اليوم الذى يخرج فيه فعلاً.. هؤلاء هم من يحملون المسؤولية بجد.. بعض المسؤولين يحزن ويكتئب حين يخرج من المنصب، وقد يذهب لاستشارة طبيب نفسى.. وربما يقاطع المجتمع!
الغريب أن «جونسون» الذى يستقبل «أياماً سوداء» لا تنبئ طريقته فى الحياة عن حلول هادئة لمشكلات طاحنة.. وهو بهيئته التى يعرفها الناس وبشعره المنكوش، لا نعرف طبيعة المسارات التى يسير فيها.. أمامه قضايا دولية وسياسية تحتاج إلى حكمة أكثر مما تحتاج إلى التطرف.. وتحتاج إلى أن يعيد اسم بريطانيا وسمعتها بدلاً من دولة تمشى فى ركاب أمريكا!
الأكثر إثارة أن هناك حالة تشابه كبيرة بين ترامب وجونسون، كأنهم صورة بالكربون، لدرجة أن الملكة إليزابيث حين فوجئت بجونسون قالت: «ترامب.. انت لسه هنا ما سافرتش!».. طبعاً هذه نكتة سياسية.. وكما لو كان التاريخ قد اختار شخصيتين متطرفتين متطابقتين للأيام القادمة.. فهل تتصرف بريطانيا بما بقى لها من تاريخ، أم تصبح ولاية من ولايات أمريكا؟!
السؤال: إلى أين يتجه العالم بالضبط؟.. هناك جدل كبير لهذا التشابه بين رئيس الولايات ورئيس وزراء بريطانيا.. وبقليل من التدخل يمكن أن يتطابق تماماً.. فى ظروف مغايرة كان هذا التشابه غير موجود إطلاقاً.. وكان رئيس وزراء بريطانيا فى ذيل الرئيس الأمريكى على طول الخط.. إذا أعلن الحرب وإذا أعلن السلام.. وإذا قرر «سرقة» بعض البلدان العربية النفطية!
لا ندرى هل «ينكش» جونسون فى ملفات حرب؟.. أم ينكش فى قضايا السلام؟.. أم فى قضايا اقتصادية؟.. إحساسى أن «ماى» التى كادت تطير من الفرح، حين غادرت 10 دواننج ستريت، كانت تعرف ماذا تركت لجونسون؟.. فهل لديه حلول، أم ذهبت السكرة وجاءت الفكرة؟