بقلم : محمد أمين
هذه الوزيرة لم تشغلنا بكلام، ولم تملأ فراغنا بالخطط، حتى تستنزفنا وقتاً أطول، ثم تمضى.. لكنها وضعت معايير لتصنيف الفنادق المصرية، وأعلنت أمس الأول عنها بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، وغرفة المنشآت الفندقية.. إنها رانيا المشاط.. التى درست وتعلمت وآمنت بالفكر الحديث، ثم جاءت تطبقه فى وطنها، وطلبت فقط أن نصبر عليها قليلاً!
فمنذ 14 عاماً لم نطبق معايير عالمية فى السياحة.. حتى جاءت «المشاط» فراحت تدرس وتعيد هيكلة كل شىء.. وقالت: لا سياحة بدون معايير.. وتلقيت منها دعوة شخصية لحضور المؤتمر ومنعنى مانع قهرى.. وتابعتها وهى تقف بين اللواء خالد فودة، واللواء أحمد عبدالرحمن.. ومعناه أن فنادق شرم والغردقة أصبحت جاهزة لاستقبال السياح بمعايير «دولية»!
فالعالم لا يعرف العشوائية.. المشاط أيضاً تلقت ثقافة العالم فى إدارة السياحة.. ودخلت الفنادق تنفض الغبار والعنكبوت، وترفع كفاءة العامل نفسه.. وكانت تقول: الاستثمار فى العامل البشرى أولوية.. ثم تبدأ بعدها خطة التسويق.. وفى الحقيقة كنا ننفق كثيراً على السياحة، أكثر مما نستقبل من السياح.. والآن موسم الحصاد.. مصر تستحق 30 مليون سائح على الأقل!
مثلاً فى فرنسا وإسبانيا عدد السياح أكثر من عدد السكان.. فى مصر مازلنا دون المستوى.. ولعل وعسى تستطيع الوزيرة رانيا أن تضع مصر فى المكانة اللائقة بها.. ولعل وعسى أن تكون المقاصد المصرية فى 2020 مقاصد عالمية، تستقبل ملايين السياح.. خاصة ونحن نفتتح المتحف المصرى الكبير، وحين تصبح منطقة الأهرامات مقصداً لا مثيل له أبداً!
وبالتأكيد فإن وزيرة السياحة تتمتع بهمة حقيقية، وهى ترجع بالتأكيد إلى فلسفة حياة وفلسفة تعليم، ومنهاج عمل.. وحين التقيت بها فى شهر «نوفمبر» الماضى شرحت كثيراً مما طبقته أمس من معايير تصنيف الفنادق المصرية.. وأثبتت جديتها فيما أرادت أن تفعل.. وهى بالفعل وزيرة جادة، وأصرت على تطبيق برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة!
إننى أشعر بحالة من التفاؤل.. وحين أدعم رانيا المشاط لا أفعل ذلك لأنها تستحق فقط، لكن لأننى أدعم مصر أولاً، وأدعم كل ما هو إيجابى فيها.. الكاتب الحقيقى يكشف السلبيات ويشجع الإيجابيات.. مصلحته هى مصلحة الوطن.. لا تربطنا مصلحة مع وزير أو محافظ.. بالأمس انتقدت سياسات محافظ بعيدًا عن شخصه.. واليوم أدعم سياسات رانيا المشاط أيضاً!
وأخيراً، دعونى أكشف لكم سراً، فحين استمعت إليها فى نوفمبر، قلت «أفلحت إن صدقت».. وها هى اليوم تنجح.. لأن «المعايير» هى حجر الزاوية فى رفع تنافسية قطاع السياحة.. كما أن إضافة أنماط جديدة تفتح الباب لسياحة مختلفة.. فهذا يوم نشجعها فيه.. ولا مانع من انتقادها فى يوم آخر!