توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلطان يترنح!

  مصر اليوم -

السلطان يترنح

بقلم : محمد أمين

إذا كنت ممن يتابعون حركة الاقتصاد فى العالم، فلا بد أن يستوقفك ما يحدث فى تركيا من انهيارات.. وإذا كنت ممن يتابعون حركة السياسة فلا بد أن يستوقفك ما يحدث أيضًا فى تركيا من تدخلات أردوجان فى السياسة والاقتصاد.. انهار الاقتصاد بسبب تدخلات رئاسية.. وانهارت السياسة بسبب «تدخلات رئاسية» فى الانتخابات، وإلغاء انتخابات «عمدة إسطنبول»!

وآخر الأخبار الواردة تشير إلى أن البنوك التركية باعت مليار دولار لإنقاذ الليرة.. وأن ما يجرى هناك يهدد بهروب رؤوس الأموال، خشية انهيار الأوضاع فجأة، خاصة أن العملة التركية تصل إلى أدنى مستوياتها، فى ضوء توقعات بمزيد من الانهيار.. النقطة الأهم هى «تدخل» أردوجان لإلغاء الانتخابات.. وهى «مؤشرات» تنبئ بمزيد من الانهيار طبقًا لـ«بلومبيرج»!

حاولت فهم حقيقة ما يجرى من مصدر مصرفى رفيع.. وسألته: هل هناك تأثير لانهيار السوق التركية علينا أم لا؟.. قال المصدر إن فكرة التدخل السياسى فى الاقتصاد والأسواق المالية خطر لا يمكن أن يوفر حالة استقرار.. كما أن تدخل أردوجان يلقى بظلاله طبعًا.. وضع خطًا تحت كلمة «التدخل».. ومعنى التدخل أنه لا يترك العيش لخبازينه، وبالتالى يكون العلاج سياسيًا!

وفهمت أيضًا أنه لا تأثير علينا فى مصر بشكل سلبى حتى الآن، إذا انهارت السوق التركية، وربما يكون تأثيرًا إيجابيًا عندما تكون مصر هى السوق الجاذبة لرؤوس الأموال الهاربة.. وفهمت أنها شهادة للرئيس السيسى حين بدأ فكرة الإصلاح ترك الأمر للمختصين.. وقال: أهل مكة أدرى بشعابها، وهى مسألة مهمة للغاية، وتحمل الجهاز المصرفى عبء عملية الإصلاح!

والنتيجة التى وصل إليها «أردوجان» أن تركيا احتلت المرتبة الثانية ضمن أكثر الدول «انكماشًا للثروات» بعد فنزويلا، التى سجلت تراجعًا سنويًا بلغ 25%، حيث تصدرت كل من كراكاس وإسطنبول على التوالى، قائمة أسوأ الاقتصادات فى العالم بمعدلات تضخم قارب المليون %، ومعناه أن السلطان العثمانى فى طريقه للزوال إن لم يكن بسبب السياسة فسيكون بسبب الاقتصاد!

وقد أشرت فى مقال سابق بعنوان «من تنبؤات الثورة» أن أردوجان مرشح للسقوط بالطريقة نفسها التى سقط بها الرؤساء العرب.. هناك تضييق فى الحريات وبناء السجون.. وهناك تدخلات فى السياسة المالية والنقدية، وهناك انهيار فى الليرة، وهروب رؤوس الأموال.. هى مؤشرات للسقوط، ربما كانت انتخابات إسطنبول مؤشرًا لها، مما أصابه بصدمة مروعة!

وباختصار، فإن نهاية أردوجان أصبحت وشيكة.. وقد قلت إنها بنهاية 2019 أو أوائل 2020.. ليس أولها فوز المعارضة فى الانتخابات.. وليس آخرها انهيار الليرة.. هناك أزمة كبرى تلوح فى الأفق.. ربما يغطى عليها باختلاق مشكلات فى شرق البحر المتوسط.. إنها ملامح «ربيع تركى»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطان يترنح السلطان يترنح



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon