بقلم - محمد أمين
هل خطر على بال وزارة الشباب والرياضة أن تدعو بيليه ومارادونا لحضور مباراة القمة، التى تهتم بها كل جماهير مصر؟ هل اهتم اتحاد الكرة بالأمر؟.. هل لفت نظره أنه يمكن أن يساهم فى دعم الرياضة والسياحة أيضًا؟.. هل فكرت الوزارة أو «الجبلاية» فى إقامة متحف للأساطير، خصوصًا أن بيليه أبدى استعداده وشعوره بالفخر حين يكون له «متحف» فى مصر؟!.
كرة القدم ليست مباريات تقام والسلام.. كرة القدم يمكن أن تكون صناعة حقيقية تجذب استثمارات ضخمة، ويمكن أن تصنع سياحة أيضًا.. طرحت فى مقالى السابق بعض الأسئلة وبعض الأفكار.. أرجو أن تكون محط اهتمام أولى الأمر.. وأكرر: هل عندنا كرة حديثة فى مصر؟.. هل يمكن أن نحمى المنافسة فيكون عندنا أكثر من فريق، وليس الأهلى والزمالك فقط؟!
نعود إلى متحف الأساطير حتى لا ننسى.. من أول بيليه ومارادونا، مرورًا بميسى ورونالدو، وصولًا إلى محمد صلاح.. وطبعًا لا ننسى صالح سليم ولا مختار التتش ولا عبدالكريم صقر، ولا حمادة إمام وحسن شحاتة والخطيب وطاهر أبوزيد وفاروق جعفر وإكرامى وشطة، ولا ننسى أبوتريكة وحسام حسن وغيرهم.. لا أريد أن أنسى.. أقدم هنا نماذج للتذكرة فحسب!.
بريطانيا مثلًا وضعت حذاء صلاح فى متحف لندن، بجوار توت عنخ آمون.. دخل التاريخ.. عندنا لا يدخل التاريخ غير الرؤساء والسياسيين.. مع أن المقام يتسع للسياسيين والعلماء والرياضيين والفنانين.. ليس شرطًا أن يتمّوا الستين والسبعين.. صلاح أصبح أسطورة عالمية.. يمكن أن نقيم المتحف بجوار الاستاد.. فمن يشاهد مباراة يشاهد معها متحف الأساطير!.
وللأسف، لم يلتقط أحد الفكرة من حوار إبراهيم السخاوى القيّم مع بيليه.. مع أنه سأله نفس السؤال.. مصر لها مكانة كبرى فى نفوس أبناء أمريكا اللاتينية.. مصر لا تحتاج إلى تعريف بها.. عندنا ميراث كبير تركه لنا الأجداد، وتركه لنا جمال عبدالناصر أيضًا.. هل تعرفون ما معنى أن يكون لـ«بيليه» قسم خاص فى متحف الأساطير؟.. وكذا مارادونا وصلاح وميسى؟!.
ومن الأسئلة التى طرحتُها فى المقال السابق: هل نلعب لنقتل الوقت، وهل عندنا صناعة بمواصفات قياسية؟.. ولماذا غابت الجماهير، مع أننا نسعى لإقامة كأس الأمم الإفريقية؟.. هل سنلعب بلا جماهير؟.. كيف كنا نسعى لإقامة المونديال منذ وزارة علىّ الدين هلال، بينما لا نقيم مباريات الآن بالجماهير المصرية؟.. ماذا نفعل عندما تأتى إلينا جماهير إفريقيا مع منتخباتها؟!.
باختصار، فكرة متحف الأساطير قد تعيدنا من جديد إلى تقييم المنظومة كلها.. فسوف يكون لكل لاعب تمثال نصفى وحذاء وفانلة ومقتنيات خاصة وبيانات عنه.. وسوف يكون المتحف الأكثر زيارة من جماهير الكرة.. وما أدراك ما جمهور الكرة؟.. ويخصص دخل المتحف لتطوير الصناعة.. فكروا أولًا!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع