بقلم : محمد أمين
سؤال مباشر للدكتور مصطفى مدبولى: من الذى يحصل على الوظيفة فى مصر الآن؟.. وما هى فلسفة التوظيف التى تقرها حكومة الدكتور مدبولى؟.. وكيف نصدّر خريجى الجامعات إلى المقاهى، وليس إلى المصانع؟.. المفترض أن الحكومة لديها سياسة توظيف ثابتة وملائمة تقوم على معرفة الحاجة الفعلية للوظائف، والمؤهلات والخبرات المطلوبة لشغلها، وشروط التعيين فيها، وذلك فضلا عن وضع برامج تدريب ملائمة.. هذه الأسئلة تنتظر إجابة واضحة!!
عندى استغاثات من أولياء أمور وزملاء وقراء.. يصرخون من بقاء أبنائهم فى البيت بعد دراسات فى الهندسة وإدارة الأعمال فى جامعات حكومية وخاصة، دفعوا فيها دم القلوب، ولم يعمل أبناؤهم فى أى وظيفة، رغم أنهم تقدموا لها فى كافة الوزارات والبنوك على الإنترنت، فلم يرد عليهم أحد.. هل تتخيل يا سيادة رئيس الوزراء أن بعض هؤلاء حصلوا على مرتبة الشرف فى التخصص الهندسى، وأنت مهندس فى الأصل؟!.. هل تتصور أن ابنك ينام الليل والنهار فى البيت بلا أمل فى العمل، ولا تأسيس بيت مستقل؟!
السؤال الآخر: أين تذهب عوائد التنمية؟.. مع أن مصر تتوسع على الخريطة أضعاف ما كانت عليه، وهى كلها تخصصات هندسية وإدارة أعمال، وهؤلاء لا يبحثون عن مكاتب مكيفة؟.. هل التقصير منهم فى عدم الحصول على وظيفة مناسبة للتخصص؟.. ولماذا لا تكون هناك سياسة توظيف تستوعب الخريجين والعمالة المدربة؟.. إن دموع هؤلاء الخريجين كانت تستدعى تحرك مجلس النواب والحكومة لوضع سياسة كفيلة باستيعاب هؤلاء الشباب!
سألنى أحد القراء الطيبين: ألست تعمل فى صحيفة خاصة؟.. قلت: نعم.. قال: اطلب من رجال الأعمال كل واحد يوظف عشرة خريجين، وابعثهم يعملون فى المزارع.. قلت: وماذا يحل هذا العدد؟.. قال: ابدأ أولاً.. وذكرنى بنفسه عندما طلب من أحد رجل أعمال أن يوظف طالباً فقيراً فى المزرعة، حتى يوفر نفقاته فى كلية الطب، وأصبح هذا الطالب أستاذا فى كلية الطب، ورئيساً للقسم، فى جامعة إقليمية.. وهو فخور بأنه عمل فى مزرعة رغم أنه طالب طب متفوق.. فلم أقتنع، فالزراعة شرف ولكنها علم أيضاً مثل الهندسة والطب.. ولا يصح أن نكسر نفوس هؤلاء الشباب، ليعملوا فى خدمة المزارع، مع غير المتعلمين أصلاً!
المهم أن القارئ الكريم غاب وعاد ليقول: هل تتذكر الشاب الذى حدثتك عنه؟.. قلت: أتذكره.. قال: للأسف باع ما يملك، وسافر إلى روسيا فى عز الثلج، ألم تكن مصر أولى به؟
هذه قصة من القصص التى يعيشها الكاتب مع جمهور القراء ولا يجد لها حلاً للأسف.. وكانت الصحافة زمان ترفع طلبات الناس إلى الحكومة وكانوا يجدون لها حلاً.. الآن سيذكرك بأهمية المساواة بين الجميع، وضرورة التقدم للمسابقة وقابلنى بعدها!
وأخيراً أكرر السؤال: لمن تذهب الوظائف فى مصر؟.. يسألنى آباء المهندسين: طب قولّى نعمل إيه؟.. على رأى أم كلثوم.. هل نساعدهم على الهجرة للخارج؟!