بقلم : محمد أمين
يتداول البعض صوراً على «واتس آب»، ربما تكون أكثر دلالة على الأحداث والناس، من كثير من المقالات.. ومن هذه الصور بالتأكيد صورة حمار ينظر فى المرأة.. وسأترك لك الباقى.. فهل سيرى نفسه حماراً، فيبدأ فى النهيق؟.. أم سيرى حماراً ببدلة وكرافتة، أم سيرى أنه «فرس»؟.. المأساة أنه يتصور أنه خيل أصيل.. وهكذا الإخوان بالضبط حين ينظرون فى المرآة!.
ولا يعرف الإخوان أنهم «خرفان» حين ينظرون فى المرأة.. فهم الوحيدون الذين يرون أنفسهم من فصيلة أخرى، مع أنهم «خرفان».. وبالتالى فهم لا يعترفون بأن كل ما قالوه أكاذيب.. يصدقون أنفسهم فيما يكذبون.. فماذا يقولون بعد «لقطة» الجمعة الشهيرة؟.. نعم كانت هيصة فى ميدان التحرير، وتم تصويرها بغرض معين ومحدد.. وماذا يقولون بعد تصريحات «ترامب»؟!
الذين حرّضوا الإخوان على النزول تحت ستار أنهم «مشجعو كرة»، ثم النزول للميدان والتحول إلى «متظاهرين»، ظلموهم.. وضحكوا عليهم.. فقد تم استخدامهم لإرسال صورة عن فوضى فى مصر.. رد عليها الرئيس ترامب ببساطة.. قال إنه ليس قلقاً على مصر.. والسيسى قائد عظيم.. أوباما نفسه كانت تخرج ضده المظاهرات.. ومادام هناك حكم هناك مظاهرات!.
وما لم يقله ترامب إن فرنسا عاشت عام المظاهرات.. ولم نشعر بالقلق على فرنسا.. وبالعكس، فقد خرج الرئيس ماكرون وقرينته فى نزهة لمصر بداية اندلاع المظاهرات.. فلا هو شعر بالقلق، أو بأنه مطارد.. ولا أصحاب السترات الصفراء قالوا إنه هرب، وإنه لن يعود.. المظاهرات ليست دليلاً على خطورة الأمر.. ولا هى دليل على أن مصر الآن على حافة الخطر!.
فما جرى فى مصر كان «لقطة» مطلوبة.. وكان لعبة قذرة ضد الوطن.. كان محاولة لإحراج الرئيس فى الأمم المتحدة.. وقد سعدت أنه لم يهتز.. وتحدث عن 25 يناير، وتحدث عن 30 يونيو، وقال إن الشعب لن يرضى بأن يحكمه الإسلام السياسى.. الغريب أن ترامب فى المؤتمر الصحفى هو الذى أعاد الكلام نصاً وروحاً، وقال إن السيسى «قائد عظيم» قضى على الفوضى!.
وحين تقوم بتحليل المفردات فى خطاب ترامب.. تتوقف أمام كلمات مثل (شرف لى.. وصديقى رئيس مصر.. وقائد عظيم.. فعل أشياء مذهلة.. وقضى على الفوضى).. وقد خرست بعدها ألسنة الخرفان، الذين لا يعرفون أنهم خرفان.. واشتغل إعلامهم على أن ترامب «منحاز».. ولكن ترامب لا يهتم.. ولا ينشغل.. فلماذا ننشغل؟.. ونحن نريد أن نعمل لنبنى «مصر الجديدة»!.
وأخيراً، لم أشعر أبداً بالقلق حين خرج شوية عيال بحثاً عن «لقطة».. ولا ترامب نفسه يشعر بالقلق على مصر.. المظاهرات مظهر ديمقراطى أصلاً.. يبقى ألا تشعر الحكومة بالقلق.. ولكن لا يفوتها أن تحتوى الناس.. ليس من أجل «الخرفان»، ولكن من أجل مصر!.