بقلم : محمد أمين
أصدق الرئيس السيسي وأقدره حين يبدى تأثره الشديد أثناء عرض أفلام تسجيلية عن الشهداء أو أثناء تكريم أسر الشهداء.. فالرئيس يعتبر أباً لكل واحد من أبناء الشهداء.. وقد رأيته يمسح بعطف على ظهور الأطفال ويقبل جبينهم ويأمر بتلبية جميع احتياجاتهم.. وكنت عندما أحضر حفلات القوات المسلحة والشرطة أشعر بتأثر شديد لدرجة الإحساس بالصداع وعدم القدرة على التفكير.. فالمناخ كله يدعو للتأثر والبكاء من أول قارئ القرآن الذي يقرأ آيات الشهداء، ومن أول حضور أطفاله الرضع وزوجته المسكينة في عز الشباب أو أمه المريضة ووالده المسن، وهو مناخ يدعو للبكاء والتأثر الشديد بالفعل!
هؤلاء الشهداء هم الذين دفعوا الثمن لتحيا مصر عزيزة مرفوعة الرأس.. وهم الذين دفعوا ثمن التغيير الذي حدث في يونيو 2013.. كما قال الرئيس في الندوة التثقيفية أمس.. وأعتقد أن الرئيس يصر على استمرار انعقاد هذه الندوة على مدى سنوات ليذكر الشعب بتضحيات الجيش والشرطة، ويتابع طلبات واحتياجات أبناء الشهداء.. وهى مناسبة فعلاً لتعويض هؤلاء الأبناء عن غياب والدهم في عيد الشهيد.. الذي يعتبره الأبناء عيدهم السنوى ليفرحوا فيه بلقاء الرئيس!
ولم يقتصر تكريم الرئيس على أبناء الجيش والشرطة فقط.. وكانت لفتة طيبة جداً من الرئيس قيامه بتكريم الدكتور محمود سامى الذي فقد بصره بسبب كورونا، واحتضن ابنه بأبوة وحنان كبيرين، لا يفرق بين أبناء الوطن. الأطباء والضباط سواء.. كلهم أبناء مصر الذين يحاربون معاركها على خط النار، أو الجبهة الداخلية ضد وباء كورونا.. وقد أثبت الرئيس ذلك عملياً بدعوة الدكتور محمود سامى في مناسبة عسكرية بحتة ليعطيه كل هذا الحب ويكرمه ويأمر بعلاجه ويحمل ابنه في حضنه فمصر لا تنسى أي واحد يضحى بحياته وبجهده وعرقه، فكلنا جنود في خدمة الوطن!
عشنا وشفنا الرئيس الذي يعمل بالنهار لتكريم الشهداء وحل مشكلات أبنائهم، وبالليل يستمع لأنين المكروبين من كورونا ويستجيب لعلاجهم.. منهم الإعلامية الكبيرة ملك إسماعيل، وغيرها، ويتابع طلبات شعبه مهما كانت ويستجيب في الحال.. وهو دليل على حيوية مؤسسة الرئاسة في التعامل مع قضايا الوطن ومشكلات المواطنين!
لا أريد أن تخرج هذه السطور عن مسارها الصحيح، فهى فقط رد للعطاء وتكريم بتكريم، فهو لم يفعل لنشكره ولم يطلب منا أحد لنذكره.. إنما هو إحساس متبادل.. هو يكرم أبناءه ويقدرهم ونحن نقابل تقديراً بتقدير.. فقد قدم نماذج كثيرة دليلاً على عطائه وإنسانيته.. لا يريد جزاء ولا شكوراً.. ونحن فقط نسلط الضوء على قيمة العطاء لا أكثر ولا أقل!
وختاما فإن الرئيس يفعل ذلك في كل مناسبة، ويحتفل في الأعياد مع أبناء الشهداء ويلاعبهم، كأى أب مع أبنائه في العيد.. وهو نوع من التعويض الذي تحتاجه أسر الشهداء بلا شك.. ألف شكر يا ريس ودمت لمصر.