بقلم : محمد أمين
العمل الاجتماعى غير العمل السياسى.. له طعم تانى.. يشعر به الناس فعلاً ويتحقق فيه الإخلاص، ولا يهدف إلى عائد مادى من ورائه.. وكثيرون يعملون الآن فى العمل السياسى وهؤلاء يترشحون لانتخابات البرلمان.. وقليل منهم من يعمل فى العمل الاجتماعى، دون هدف إلا وجه الله.. وقد دُعيت منذ أيام لحضور الاحتفال بتكريم أبناء بلدنا من أوائل الثانوية العامة والشهادات الأخرى.. واشترطت على صديقى الحاج محمد صبرى، مؤسس الجمعية الخيرية، ألا يحضر أحد له أهدافا سياسية أو يكون مرشحاً لمجلس النواب.. وقد كان!
فليس معقولاً أن نعمل جمياً عملاً اجتماعياً يصب فى النهاية فى رصيد أحد المرشحين، مهما كان.. وبدأت وقائع الحفل ولم يحضر سوى القائمين بالتكريم والمكرمين وذويهم فقط.. وكانت سعادتى بالغة عندما حضرت الاحتفال وقلت فى كلمتى «سعادتى اليوم مضاعفة.. أولاً لأننى أحضر الاحتفال بتكريم أوائل الثانوية العامة وكنت منهم منذ 40 عاماً، والسبب الثانى أن قريتنا شرفت بزيارة اللواء ممدوح شعبان وهو الرئيس التنفيذى لجمعية الأورمان، وهو معروف بأعماله العظيمة التى يقدمها للمصريين على امتداد الجمهورية، وربما يتجاوزها إلى بعض الأقطار الشقيقة مثل السودان.. وقلت إنه وزير السعادة ووزير الشؤون الاجتماعية الحقيقى كما أراه».
وكانت ليلة من الليالى التى لن تنساها بلدنا.. فقد منح اللواء ممدوح أوائل الثانوية شهادات تقدير وجوائز عينية.. ثم أعلن فى أثناء الحفل منح اليتامى من الأوائل 1500 جنيه شهرياً لتساعده على استمرار التفوق، خاصة أنهم ترشحوا لكليات الطب والهندسة وهى تحتاج مصروفات باهظة، وقال إن استمرار تفوقهم يضمن استمرار المكافأة بزيادة سنوية قدرها 30%.. كما أعلن أنه سوف يمنح الطالبات اليتيمات شيكاً بسبعة آلاف جنيه لكل فتاة مكتوب كتابها مساعدة لها فى تجهيز عش الزوجية.. وسمعنا الزغاريد فى دوار العمدة بعد عام من المعاناة بسبب كورونا، لم نسمع فيه غير البكاء وكلمات العزاء!
كانت الكلمات التى ألقاها المتحدثون تحمل معانى طيبة وجميلة، وتعبر عن حالة من البهجة والتواضع الذى عبرت عنه جميع الكلمات.. فنحن لم نكن فى مناسبة سياسية، بل كنا فى مناسبة اجتماعية رائعة، كان هدفها تكريم النجاح وحفز الطلاب على التفوق.. حين يرون من سبقوهم فى مراكز اجتماعية راقية وهم يحبونهم ويكرمونهم فى تواضع، ويطبطبون عليهم فى أبوة.. وقد كنا ننتظر كلمة مبروك فقط من الذين سبقونا، ونعتبرها جائزة!
كانت الأجواء كلها مدعاة للبهجة والسرور.. من أول اللافتات التى تحمل صور الرئيس السيسى إلى الاحتفاء بالشهيد البطل عبدالله الجندى حفيد العمدة، الذى كرمته الدولة بإطلاق اسمه على نفق بنها، إلى منح الحضور جميعاً كتاب الله وشعار الجمعية، وكان مقدم الحفل يقول «يمنح فلان وسام الجمعية الخيرية».. وكنا نضحك بصفاء للشعر العفوى الذى كان يلقيه الأستاذ على راضى، وهو من رموز التعليم فى إدارة كفر شكر التعليمية!