بقلم : محمد أمين
مجلس النواب الجديد يواجه مشكلة لم تواجه مجلسًا من قبله بهذا الحجم وهذه الضخامة، وهى مشكلة الطعون الانتخابية.. فقد دخل المجلس نفق الطعون الانتخابية، وهى من الكثرة، بحيث أصبح على المحكمة الإدارية الفصل فى هذه الطعون فى وقت محدود.. يُقدر عدد الطعون بحوالى 158 طعنًا، حتى أمس، وكلها لأسباب مختلفة، منها تحليل المخدرات وثبوت إيجابية التعاطى، والتهرب من الخدمة العسكرية!
وكنت قد كتبت، منذ أسبوع، مقالًا عن ترشح 17 مرشحًا فى محافظة الدقهلية وحدها، وأثبتت مديرية الصحة أنهم يتعاطون المخدرات، طبقًا لتحليل العينات. وللأسف بعضهم نواب سابقون.. فضلًا عن أن بعضهم لم يؤدِّ الخدمة العسكرية.. فكيف كان هذا المرشح نائبًا سابقًا فى البرلمان؟.. هل هى طعون حقيقية أم طعون كيدية؟ أم أن هناك تحايلًا على القانون فى هذه المسألة عن طريق التجنُّس بجنسية أجنبية؟
من المؤكد أن الطاعنين لديهم ما يبرر رفع الدعوى ضد المرشح، وليس الهدف هو التعطيل والسلام، وقد ثبتت فى الدرجة الأولى صحة ما ذكر، فتم الحكم فى «القضاء الإدارى» باستبعاد المرشحين من الجداول.. ونحن الآن فى مرحلة «الإدارية العليا»، وهو كم كبير من القضايا، وقد يحتاج وقتًا طويلًا.. ولكن فى النهاية لا يصح ترشح أحد لا يستوفى شروط التقديم، وهى أداء الخدمة العسكرية، وحسن السير والسلوك، وعدم تعاطى المخدرات!
لا أنزعج من اللجوء إلى القضاء لفحص أوراق المرشحين، ولكنى أنزعج من احتواء جداول المرشحين على أسماء غير مؤهَّلة لتمثيل الأمة المصرية تحت القبة.. فالنائب لا يمثل دائرته فقط، وإنما يمثل الشعب كله.. ولا يعنى أنه كان نائبًا سابقًا أنه يمكن أن يمر، فنحن فى مرحلة تدقيق الأوراق هذه المرة!
صحيح أن هذه الطعون من بعض الخصوم، وهدفها الإطاحة بخصوم مؤثرين.. ولكن الأمر لا يقف عند حد الطعن، ولكن هناك جهات تدرس الملفات مرة أخرى، وترتب أوراق الانتخابات.. وهناك أحزاب سياسية تبدأ فى ترتيب أوراقها لاستكمال قوائمها أو مرشحيها، بعد الاستبعاد.. ولكن يبقى السؤال: كيف تم اختيار كل هذه الأسماء وعليها علامات استفهام؟.. ألم يكن هناك فحص للأوراق قبل تقديمها، أم أن العملية كانت سد الخانات فقط؟!
الطعون الانتخابية الآن لا تسىء إلى المجلس، فالمرشحون لم ينجحوا ولم يؤدوا اليمين أو يستخرجوا كارنيهات العضوية أو يحصلوا على الحصانة.. ولكنها الآن تحدث لتطهير البرلمان من نواب الكيف والمتهربين من التجنيد وخلافه من أصحاب السمعة السيئة، الذين يتعارض وجودهم مع قدسية المجلس الموقر!.. فما يسىء إلى المجلس هو وجودهم فيه!
لقد دخل كثير من المرشحين نفق الطعون.. فإما أن يظلوا فى النفق المظلم، وإما أن يعبروا منه إلى المجلس.. فربما عرض هؤلاء على بعض الأحزاب الدخول فى الانتخابات.. ولكن القضاء لن يسمح لهم بالمرة!