توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشتغل سفير؟!

  مصر اليوم -

تشتغل سفير

بقلم : محمد أمين

هل تصدق أن وزارة الخارجية تبحث عن شباب يلتحقون بالسلك الدبلوماسى، ولا تجد؟.. هل تصدق تصريح وزير الخارجية سامح شكرى بأن الشباب أصبح لديه عزوف عن أن يلتحق بالسلك الدبلوماسى؟.. هل تتخيل أن وظيفة سفير لم تعد مرغوبة، ولا يتقدم لها شباب مصر الآن؟.. فى الحقيقة يا معالى الوزير ما حدث ليس عزوفًا ولكنه إقصاء لأبناء الطبقة المتوسطة، باعتبارهم «غير لائقين اجتماعيًا».. فمازال اسم الشاب عبدالحميد شتا حاضرًا فى الأذهان.. فقد تقدم لوظائف السلك الدبلوماسى، ولم ينجح واستبعدوه، مع أنه من أوائل دفعته، والأول فى كل الاختبارات، فكان الحل هو الانتحار بإلقاء نفسه فى النيل.. وبالتأكيد تعرف هذه القصة التى شغلت الرأى العام سنوات!

هذا التصريح مستفز يا معالى الوزير وينكأ جراح الشباب، ودعنى أسألك: كم شابًا دخل السلك الدبلوماسى لجدارته وكفاءته وليس بواسطة؟.. إننى أعرف عشرات الشباب من خريجى كلية السياسة والاقتصاد تقدموا عدة أعوام لامتحانات الملحقين، فلما لم يُقبلوا يئسوا، وأشاعوا اليأس فى نفوس الآخرين، فلم يتقدم الشباب من أصله.. السبب أن الوظائف محجوزة لأبناء علية القوم!

وأعرف أحد كبار الصحفيين، من خريجى «السياسة والاقتصاد»، حضر مؤتمرًا صحفيًا وانتهز الفرصة ليسأل «أسامة الباز» عن أسباب رفضه من الالتحاق بالسلك الدبلوماسى: فقال له أبوك بيشتغل إيه؟.. وهنا انتهى الكلام.. وقال له: «ادخل أى حاجة تانية، الدنيا واسعة»!

وبالمناسبة، الدنيا أصبحت مفتوحة والناس تعرف الأخبار وتنشر مواجعها على صفحات التواصل الاجتماعى.. ولو شئت أن تصحح هذه المفاهيم قل لنا: كم شابًا دخل فى السنوات الأخيرة، وكم منهم «لائق اجتماعيًا» وكم منهم «غير لائق اجتماعيًا»؟.. وما مؤهلات سفراء مصر المستقبل؟!

لا أريد أن أتحامل عليك، فالأمر لا يقتصر على موظفى السلك الدبلوماسى فقط، ولكن أساتذة الجامعة أيضًا يحجزون الوظائف لأبنائهم، وكذلك العديد من المهن الأخرى.. وكنا نظن أن هناك عدالة اجتماعية تسوى بين الجميع فى الفرص والوظائف.. ولكن ذلك لم يحدث رغم كل ما جرى فى مصر.. فالأمر ليس عزوفًا ولكنه إقصاء إذا كانت المسابقات تستبعد أوائل الدفعة ليس لأنهم غير مؤهَّلين علميًا، ولكن لأنهم سقطوا فى كشف الهيئة، لأنهم أبناء موظفين أو فلاحين!

عندما كتبتُ مقال «على باشا إبراهيم» منذ أيام، كان فى ذاكرتى اسم عبدالحميد شتا.. الذى انتحر فى النيل، وغيره الذى انتحر من فوق برج القاهرة، لم تنصفهم مصر فآثروا الاختفاء منها.. كلٌّ بطريقته!

المهم أن أحدًا لم يحقق فى النتيجة بعد هذا الانتحار، ولم يطلب كشفًا بأسماء الفائزين ليعرف كيف تفوقوا وكيف فازوا بوظيفة ملحق دبلوماسى؟.. إنه الظلم يا معالى الوزير!.. والناس تعرف من رأس الذئب الطائر، فكان العزوف القسرى!

وأخيرًا هل يأتى يوم يدخل فيه أمثال عبدالحميد شتا السلك الدبلوماسى.. أم أنها وظائف محجوزة لأبناء فئات معينة؟.. ومتى تكون الجدارة والكفاءة هى المعيار الأول لاستحقاق الوظيفة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشتغل سفير تشتغل سفير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon