توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تشتغل سفير؟!

  مصر اليوم -

تشتغل سفير

بقلم : محمد أمين

هل تصدق أن وزارة الخارجية تبحث عن شباب يلتحقون بالسلك الدبلوماسى، ولا تجد؟.. هل تصدق تصريح وزير الخارجية سامح شكرى بأن الشباب أصبح لديه عزوف عن أن يلتحق بالسلك الدبلوماسى؟.. هل تتخيل أن وظيفة سفير لم تعد مرغوبة، ولا يتقدم لها شباب مصر الآن؟.. فى الحقيقة يا معالى الوزير ما حدث ليس عزوفًا ولكنه إقصاء لأبناء الطبقة المتوسطة، باعتبارهم «غير لائقين اجتماعيًا».. فمازال اسم الشاب عبدالحميد شتا حاضرًا فى الأذهان.. فقد تقدم لوظائف السلك الدبلوماسى، ولم ينجح واستبعدوه، مع أنه من أوائل دفعته، والأول فى كل الاختبارات، فكان الحل هو الانتحار بإلقاء نفسه فى النيل.. وبالتأكيد تعرف هذه القصة التى شغلت الرأى العام سنوات!

هذا التصريح مستفز يا معالى الوزير وينكأ جراح الشباب، ودعنى أسألك: كم شابًا دخل السلك الدبلوماسى لجدارته وكفاءته وليس بواسطة؟.. إننى أعرف عشرات الشباب من خريجى كلية السياسة والاقتصاد تقدموا عدة أعوام لامتحانات الملحقين، فلما لم يُقبلوا يئسوا، وأشاعوا اليأس فى نفوس الآخرين، فلم يتقدم الشباب من أصله.. السبب أن الوظائف محجوزة لأبناء علية القوم!

وأعرف أحد كبار الصحفيين، من خريجى «السياسة والاقتصاد»، حضر مؤتمرًا صحفيًا وانتهز الفرصة ليسأل «أسامة الباز» عن أسباب رفضه من الالتحاق بالسلك الدبلوماسى: فقال له أبوك بيشتغل إيه؟.. وهنا انتهى الكلام.. وقال له: «ادخل أى حاجة تانية، الدنيا واسعة»!

وبالمناسبة، الدنيا أصبحت مفتوحة والناس تعرف الأخبار وتنشر مواجعها على صفحات التواصل الاجتماعى.. ولو شئت أن تصحح هذه المفاهيم قل لنا: كم شابًا دخل فى السنوات الأخيرة، وكم منهم «لائق اجتماعيًا» وكم منهم «غير لائق اجتماعيًا»؟.. وما مؤهلات سفراء مصر المستقبل؟!

لا أريد أن أتحامل عليك، فالأمر لا يقتصر على موظفى السلك الدبلوماسى فقط، ولكن أساتذة الجامعة أيضًا يحجزون الوظائف لأبنائهم، وكذلك العديد من المهن الأخرى.. وكنا نظن أن هناك عدالة اجتماعية تسوى بين الجميع فى الفرص والوظائف.. ولكن ذلك لم يحدث رغم كل ما جرى فى مصر.. فالأمر ليس عزوفًا ولكنه إقصاء إذا كانت المسابقات تستبعد أوائل الدفعة ليس لأنهم غير مؤهَّلين علميًا، ولكن لأنهم سقطوا فى كشف الهيئة، لأنهم أبناء موظفين أو فلاحين!

عندما كتبتُ مقال «على باشا إبراهيم» منذ أيام، كان فى ذاكرتى اسم عبدالحميد شتا.. الذى انتحر فى النيل، وغيره الذى انتحر من فوق برج القاهرة، لم تنصفهم مصر فآثروا الاختفاء منها.. كلٌّ بطريقته!

المهم أن أحدًا لم يحقق فى النتيجة بعد هذا الانتحار، ولم يطلب كشفًا بأسماء الفائزين ليعرف كيف تفوقوا وكيف فازوا بوظيفة ملحق دبلوماسى؟.. إنه الظلم يا معالى الوزير!.. والناس تعرف من رأس الذئب الطائر، فكان العزوف القسرى!

وأخيرًا هل يأتى يوم يدخل فيه أمثال عبدالحميد شتا السلك الدبلوماسى.. أم أنها وظائف محجوزة لأبناء فئات معينة؟.. ومتى تكون الجدارة والكفاءة هى المعيار الأول لاستحقاق الوظيفة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشتغل سفير تشتغل سفير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon