توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علي باشا إبراهيم

  مصر اليوم -

علي باشا إبراهيم

بقلم : محمد أمين

ذكّرنى صديقى الأستاذ صلاح عبدالحميد، زميل الدفعة، بالدكتور على باشا إبراهيم، وكتب عنه «وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة».. وكنت أتصور أن أسرته من كفر الدوار بلديات صلاح، فاكتشفت أنه من مطوبس.. وعلى باشا إبراهيم ابن لأبوين فلاحين من فلاحى مصر.. أبوه هو إبراهيم عطا ووالدته هى مبروكة خفاجى.. لم يستمر الزواج طويلًا، فأخذت ابنها وتركت القرية، وذهبت إلى الإسكندرية تبيع الجبنة الفلاحى، ومنتجات القرية.. وقدمت لابنها فى المدرسة فحصل على الابتدائية، وأراد والده أن يأخذه ليوظفه بالابتدائية، إلا أن أمه رفضت، وقررت أن يواصل مشوار التعليم وانتقلت به إلى القاهرة!

وفى القاهرة، تولته أسرة السمالوطى باشا بالرعاية، فالتحق بالقسم الداخلى فى المدرسة الخديوية، التى تخرج فيها، ثم استكمل دراسته فى مدرسة طب قصر العينى.. وتخرج فيها وكان الأول على دفعته، ولما أصيب السلطان حسين بمرض عضال، كانت الخطوة الكبرى عندما نجح فى إجراء عملية جراحية للسلطان، فأنعم عليه بلقب جراح استشارى الحضرة السلطانية، ثم أنعم عليه بالبكوية!

وانفتحت طاقة القدر لابن الفلاحة الشقيانة.. ثم انتُخب لعضوية مجلس النواب، واختير عميدًا لكلية الطب عام 1929، ليكون أول عميد مصرى لكلية طب قصر العينى، وقد فتح على باشا إبراهيم الباب أمام الفتيات المصريات لدراسة الطب. وفى يناير 1930 ألّف الجمعية الطبية المصرية عقب اجتماع له مع زملائه، الذين أصدروا المجلة الطبية المصرية.. فى 28 يونيو 1940 عُيّن على باشا إبراهيم وزيرًا للصحة فى وزارة حسن صبرى باشا، وفى سبتمبر 1941 (بعد خروجه من الوزارة مباشرة) عُين مديراً لجامعة فؤاد الأول!.

ومن هنا نذكر أنه كان الأول على دفعته وأول عميد للطب وأول من فتح الباب للفتيات وأول نقيب لأطباء مصر، وبالمناسبة أيضًا هو مؤسس مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة.. وأصبح وزير الصحة فيما بعد وحصل على الباشوية من الملك فؤاد.. وكان أول من شخّص مرض الكوليرا الذى ضرب البلاد، وكتب فيه شاعر النيل همزيته الشهيرة!

والأهم من كل هذا أن المجتمع المصرى كان يعترف بالكفاءة العلمية ويقدرها.. فلم يبخل عليه بالعمادة ولا رئاسة الجامعة ولا الوزارة ولا الباشوية.. عندما كان السلطان يعالج فى مصر ولا يسافر إلى أوروبا.. وكانت مصر تقدم طه حسين لوزارة المعارف.. ولم نعرف مصطلح «غير لائق اجتماعيًا» إلا فى وقت متأخر، عندما شاع الفساد فى التعيينات، وانتحرت القيم على يد الفشلة من المحكمين والحكام!

وتخيل لو عاش على باشا إبراهيم وطه حسين فى زماننا، لما رأى أحد منهما العمادة ولا الوزارة.. هذا عميد وهذا عميد أيضًا.. ولم تكن مبروكة، الأم المثابرة، ترى ابنها أكثر من سايس فى جراج السمالوطى، أو حارس على باب القصر، فالوظائف العليا لم تعد لأبناء الفلاحين والبسطاء.. مع أن رؤساء مصر كان آباؤهم من الطبقة المتوسطة وربما العادية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علي باشا إبراهيم علي باشا إبراهيم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon