توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علي باشا إبراهيم

  مصر اليوم -

علي باشا إبراهيم

بقلم : محمد أمين

ذكّرنى صديقى الأستاذ صلاح عبدالحميد، زميل الدفعة، بالدكتور على باشا إبراهيم، وكتب عنه «وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة».. وكنت أتصور أن أسرته من كفر الدوار بلديات صلاح، فاكتشفت أنه من مطوبس.. وعلى باشا إبراهيم ابن لأبوين فلاحين من فلاحى مصر.. أبوه هو إبراهيم عطا ووالدته هى مبروكة خفاجى.. لم يستمر الزواج طويلًا، فأخذت ابنها وتركت القرية، وذهبت إلى الإسكندرية تبيع الجبنة الفلاحى، ومنتجات القرية.. وقدمت لابنها فى المدرسة فحصل على الابتدائية، وأراد والده أن يأخذه ليوظفه بالابتدائية، إلا أن أمه رفضت، وقررت أن يواصل مشوار التعليم وانتقلت به إلى القاهرة!

وفى القاهرة، تولته أسرة السمالوطى باشا بالرعاية، فالتحق بالقسم الداخلى فى المدرسة الخديوية، التى تخرج فيها، ثم استكمل دراسته فى مدرسة طب قصر العينى.. وتخرج فيها وكان الأول على دفعته، ولما أصيب السلطان حسين بمرض عضال، كانت الخطوة الكبرى عندما نجح فى إجراء عملية جراحية للسلطان، فأنعم عليه بلقب جراح استشارى الحضرة السلطانية، ثم أنعم عليه بالبكوية!

وانفتحت طاقة القدر لابن الفلاحة الشقيانة.. ثم انتُخب لعضوية مجلس النواب، واختير عميدًا لكلية الطب عام 1929، ليكون أول عميد مصرى لكلية طب قصر العينى، وقد فتح على باشا إبراهيم الباب أمام الفتيات المصريات لدراسة الطب. وفى يناير 1930 ألّف الجمعية الطبية المصرية عقب اجتماع له مع زملائه، الذين أصدروا المجلة الطبية المصرية.. فى 28 يونيو 1940 عُيّن على باشا إبراهيم وزيرًا للصحة فى وزارة حسن صبرى باشا، وفى سبتمبر 1941 (بعد خروجه من الوزارة مباشرة) عُين مديراً لجامعة فؤاد الأول!.

ومن هنا نذكر أنه كان الأول على دفعته وأول عميد للطب وأول من فتح الباب للفتيات وأول نقيب لأطباء مصر، وبالمناسبة أيضًا هو مؤسس مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة.. وأصبح وزير الصحة فيما بعد وحصل على الباشوية من الملك فؤاد.. وكان أول من شخّص مرض الكوليرا الذى ضرب البلاد، وكتب فيه شاعر النيل همزيته الشهيرة!

والأهم من كل هذا أن المجتمع المصرى كان يعترف بالكفاءة العلمية ويقدرها.. فلم يبخل عليه بالعمادة ولا رئاسة الجامعة ولا الوزارة ولا الباشوية.. عندما كان السلطان يعالج فى مصر ولا يسافر إلى أوروبا.. وكانت مصر تقدم طه حسين لوزارة المعارف.. ولم نعرف مصطلح «غير لائق اجتماعيًا» إلا فى وقت متأخر، عندما شاع الفساد فى التعيينات، وانتحرت القيم على يد الفشلة من المحكمين والحكام!

وتخيل لو عاش على باشا إبراهيم وطه حسين فى زماننا، لما رأى أحد منهما العمادة ولا الوزارة.. هذا عميد وهذا عميد أيضًا.. ولم تكن مبروكة، الأم المثابرة، ترى ابنها أكثر من سايس فى جراج السمالوطى، أو حارس على باب القصر، فالوظائف العليا لم تعد لأبناء الفلاحين والبسطاء.. مع أن رؤساء مصر كان آباؤهم من الطبقة المتوسطة وربما العادية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علي باشا إبراهيم علي باشا إبراهيم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon