بقلم : محمد أمين
وضعت حركة التغييرات الصحفية، التى صدرت منذ يومين، حداً لحالة الشلل والطموح داخل المؤسسات الصحفية.. فقد انتهت حالة الشلل وتوقفت طموحات البعض بمجرد صدور الحركة التى طالت عامين، فلم يعد هناك مجال للتطلع واحتلال مكانة زميله، سواء بالنفاق أو بـ«الزمبة»- وهى من الزمبة- والطعن فى الأسماء التى تدير العمل المؤسسى للإطاحة بها.. صحيح كانت هناك أسماء تستحق أن تتبوأ أماكن قيادية.. ولكن صحيح أيضاً أن هذه الأسماء لا ترقى للجلوس مكان الأسماء الموجودة بأى حال!
وأنا هنا أؤكد أن التغييرات لم تتضمن أى مفاجأة، عدا خروج الأستاذ ياسر رزق الصديق العزيز من رئاسة مجلس إدارة أخبار اليوم، وإن كان هناك من أسر إلىّ أنه مرشح لعضوية مجلس الشيوخ.. الله أعلى وأعلم بما يحدث.. فليس هناك خبر حتى الآن.. ولا أتصور أن يخرج ياسر رزق مرتين فى حركتين.. الأولى تعيين وزير الإعلام، التى كانت لاسم الصديق العزيز أسامة هيكل، والثانية الخروج من رئاسة مجلس الإدارة!
لم يكن هناك جديد فى حركة التغييرات، وأظن أن المهندس عبدالصادق الشوربجى أصر أن يعطى فرصة للأستاذ عبدالمحسن سلامة لاستكمال إنجازاته التى كثيراً ما حدثنى عنها، وأراد أن يأخذ فرصة لاستكمالها، وهو جدير بهذه الفرصة بعد أن حافظ على استقرار المؤسسة والعبور بها من بحر الظلمات، وتقريبا هى المؤسسة التى صمدت أمام الأمواج العاتية.. ومع ذلك نطلب منه المزيد من العمل والكفاح!
إنها فرصة لتعود المؤسسات كلها لحالة الهدوء بعد إبداء الكثير من الزملاء رغباتهم فى الترقى على حساب الموجودين.. هؤلاء وهؤلاء أمامهم ثلاثة أعوام أخرى.. كل فريق أمامه فرصة ليقدم ما عنده مرة أخرى، والموجودون أمامهم فرصة ليثبتوا أنهم كانوا الأجدر بالقيادة دون عدوان على أصحاب الطموحات!
الطموح مشروع.. ومن حق كل زميل أن يحلم برئاسة التحرير أو رئاسة مجلس الإدارة.. وبالمناسبة فالزملاء يعرفون الذين كانوا يطعنون فيهم، ويعرفون الذين كانت لديهم طموحات، ولا يصح الانتقام منهم بما أنها طموحات مشروعة وكانت شريفة لا تطعن فيهم ولا أى شىء!
ولو كنت مكان الأخ عبدالصادق لبحثت عن عناصر جديدة مؤهلة لبعض الإصدارات، صحفياً وإدارياً.. ما دامت الإصدارات باقية.. مهم أن تنجح أو توازن بين مصروفاتها ومدخلاتها، لإحداث حالة التعادل، فى إطار البحث عن تحقيق أرباح.. ولكن يبدو أن الهيئة اعتمدت على ترشيحات الزملاء رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات حتى يكون هناك فريق متناغم.. وهو فى الصحافة شىء آخر غير الشركات!
وأخيراً مهم أن يعمل القادة الذين تم اختيارهم بروح الفريق مع باقى زملائهم لإنجاح المؤسسات.. لأننى أخشى أن تكون الفرصة الأخيرة، وبعدها ندفن الصحافة لا قدر الله، وهذا النجاح لا يتحقق بالفردية والأنانية، وإنما بالعمل الجماعى لأن الصحافة فى الأصل عمل جماعى، وليس عملاً فردياً على الإطلاق!