بقلم : محمد أمين
أحياناً لا يكون ما تكتبه دفاعاً عن الحكومة، وإنما يكون دفاعاً عن المبدأ والقيمة والحقيقة والمهنة.. وهذا المقال يجسد هذه الحالة، ويكشف أن «الكدب ملوش رجلين».. هناك شائعة تبنى المركز الإعلامى لمجلس الوزراء تفنيدها، وكشف زيفها.. هذه الشائعة تقول إن مصر تسعى للحصول على قرض جديد من صندوق النقد.. ومعناه أن مصر «تركع» وتزحف!.
ولا يعرف من روّجوا هذه الشائعة أن مصر لم تكن فى حاجة للقرض الأول، بدليل أن إجمالى القرض كله 12 مليار دولار، بينما الاحتياطى الأجنبى فى البنك المركزى تجاوز 45 مليار دولار.. وهو ما يعنى أن مصر عادت تمتلك الدولار، كما كانت تمتلكه فى خزائنها قبل ثورة 25 يناير، والذى تبدد فى عام واحد بعد الثورة.. أى أن مصر لم تكن فى حاجة للقرض أصلاً!.
والسؤال: فلماذا لجأت مصر للصندوق إذن؟.. الإجابة أن مصر كانت فى حاجة إلى شهادة معنوية من خبراء الصندوق، بأنها تسير فى الطريق الصحيح، وأنها سوف تقوم بإجراءات إصلاحية حقيقية.. وأظن أن البعض سمع كلاماً قبل مفاوضات الشريحة الأخيرة، أن مصر قد لا تحتاج لهذه الشريحة.. إلا أن مصر كانت ماضية فى اتفاقها للنهاية، وأنها تحترم اتفاقاتها!.
والذين يقولون إن مصر تسعى لقرض جديد يريدون أن يقولوا إن مصر «تنهار» وهى مجرد أمنيات وأكاذيب إخوانية، فى الوقت الذى تشهد فيه مصر تحسناً واستقراراً بشكل ملحوظ.. وذلك بشهادة المؤسسات الدولية.. وإذا كان البعض يقول «مفيش نار من غير دخان» أقول لهم هذه المرة لا يوجد نار ولا دخان ولا أى إشارة فى الأفق حول احتمالية «القرض الأكذوبة»!.
وأعرف أننى أكتب هذا الكلام ليس من باب الدفاع عن الحكومة، ولكن دفاعاً عن الحقيقة والمهنة، لأن ما قيل «كذب صريح»، ليس فيه أدنى شبهة، والصندوق نفسه لا يحلم بهذا.. هذا الكلام كوم، والكلام عن زيادة الأسعار كوم تانى، فهذه ليست معارضة إطلاقاً ولا تمت للمعارضة بصلة.. فقد عشنا فى المعارضة ولم نكذب ولم نهوّل فى مواقفنا أبداً إلى حد الكذب!.
فما يحدث محاولة «مستميتة» لضرب الاستقرار، وتطفيش المستثمرين.. وما يحدث محاولة لضرب مساعى القيادة السياسية فى استرداد ثقة المستثمرين.. أقول هذا وأنا مؤمن بأن ثقة المستثمر الأجنبى لا تحدث إلا حين يطمئن المستثمر المصرى أولاً.. هذه نقرة أخرى.. فقط أتحدث هنا عن المنطق فى ترديد الشائعات.. إنها تختلف عن شائعة زيادة سعر رغيف الخبز!.
الفرق كبير جداً بين الشائعتين.. شائعة القرض غير شائعة الخبز.. وفى النهاية لن تنجح الشائعات فى اندلاع ثورة جديدة.. فالمصريون لا يثورون إلا فى ساعات الخطر فقط.. استريحوا.. فقد تم تعويم الجنيه، وتحمل الشعب كل الزيادات فى الأسعار، لأنه يثق فى قيادته.. العبوا بعيد!.