بقلم : محمد أمين
فى كل عيد أم أتذكر أمى، رحمها الله، كلما غنّت الفنانة فايزة أحمد، رحمها الله.. كنت أعشق أمى وأقدسها وأصدقها، حتى لو قالت إن الشمس تشرق من الغرب.. وكنت أحب فايزة أحمد وأعشقها، فارتبط عيد الأم عندى بفايزة أحمد.. فكنت أغنى لأمى أغانى فايزة أحمد، وكانت أمى تغنى لى أغنية فايزة أحمد.. «إلهى يحرسك م العين وتكبر ليَّا يا محمد».. فعاشت فايزة أحمد قاسمًا مشتركًا فى أغانى الأسرة.. فأحببت فايزة أحمد، وأحببت الموسيقار الكبير محمد سلطان لأنه يحبها، وغضبت جدًا لأنه طلقها، وأصبحت قصة الحب التى عشناها معهما فى خبر كان، وكأنه كسر خاطرى وخاطر مَن أحبوها!
وبعد الثورة كتبت مقالًا يبدو أنه كان عنوانًا لإحدى أغانى فايزة أحمد، فطلبنى الموسيقار الكبير محمد سلطان، فقلت له: لقد عشنا نحب فايزة أحمد، ومازلنا نحبها حتى الآن، وهى تعيش فى كيانى ووجدانى.. فدعانى إلى بيته حتى أرى أين كانت تجلس وتغنى، ولم يتيسر ذلك الأمر حتى الآن للأسف الشديد.. وبالأمس قرأت حوارًا لـ«سلطان» من جديد وهو يتحدث عن حبها وحنانها، حتى قال إنها أَحَبّته أكثر من أبيه وأمه، فاستحقت أن يغلق قلبه بعدها بالضبة والمفتاح!
وقال «سلطان» إن «فايزة» طلبت يده، وأظن أنها كانت ذكية، وأرادت أن ترفع الحرج عنه، وهى مسألة تحدث فى أوساط معينة.. وأعتقد أن حمدى قنديل، الإعلامى الكبير، قال كلامًا مماثلًا حين تزوج نجلاء فتحى، الفنانة الكبيرة.. فقد طلبت يده أيضًا وسألته: معاك بطاقة؟.. ومضى الأمر وتزوج الحبيبان.. وهى قصص نجاح لعلاقات زوجية وأسرية راقية ومحترمة.. فالقصة ليست بمَن يطلب يد مَن.. رحلت «فايزة» ومازال «سلطان» يغلق قلبه، ولا يفتحه لغيرها.. ورحل «قنديل»، وكانت آخر واحدة فى حياته نجلاء فتحى!
وقال «سلطان» إن موت فايزة أحمد كسره، وأظن أن «نجلاء» الجميلة انكسرت بعد رحيل «قنديل الإعلام المصرى».. ولكن صوت «فايزة» مازال حيًا فينا، نتذكرها كلما غنت لست الحبايب.. ومازال «قنديل» حيًا فينا. كلما رأينا خيبات الإعلام نترحم على زمن الكبار من الإعلاميين.. واليوم نجْتَرّ الذكريات مع سلطان الموسيقى محمد سلطان، وأحلى طريق فى دنيته!
وأصبحت أتفهم كل ما جرى مع الزمن.. وسامحت محمد سلطان منذ تلقيت اتصاله منذ عدة سنوات.. أحسست أنه كان يتحسس أثرها فى كل ركن من البيت.. فلم يكن غليظًا كما تصورته وأنا فى سن الشباب.. إلا أن الحب قد بلغ منى مبلغه.. وأخيرًا سامحته، وأحببت كلامه الجميل عن «كروان الشرق».. هذا جيل عظيم وراقٍ علّمنا وتربى وجداننا عليه.. شىء آخر مختلف عن جيل حمو بيكا، وليس هذا وقت المقارنات الآن!
باختصار، استطاعت فايزة أحمد أن تجعلنا نتذكر أمهاتنا كلما غنت، فلا أقل من أن نتذكرها الآن مع كل عيد أم