بقلم : محمد أمين
هل ستحاكم إدارة بايدن الرئيس السابق دونالد ترامب؟.. وهل يؤدى هذا الوضع المضطرب إلى حالة من الفوضى وخروج أنصار ترامب من جديد؟.. المؤكد أن بايدن ماض فى طريق المحاكمة مهما كلفه الأمر.. ويقول لابد من إتمام محاكمة ترامب رغم عواقبها السلبية.. طبعًا ًليس لأنه لم يحضر حفل التنصيب، وليس لأنه أربك الدنيا كلها، ونكد عليه، ولكن لأنه حاصر وحرض على حصار مبنى الكابيتول وأهان أمريكا، كما أنه لم يسلم الحقيبة النووية، وأخذها معه، وهى سابقة لم تحدث فى تاريخ أمريكا، وبايدن يريد أن تكون لها وقفة، وتكون عبرة!
ويبدو أن بايدن جاء ليدخل فى معارك طويلة.. أولها محاكمة ترامب الذى أساء لسمعة الولايات المتحدة الأمريكية.. وستكون القصة كلها خارج نطاق الشخصنة.. كما أنه قد يؤدى إلى التأليب على بوتين، وإثارة الفوضى فى روسيا، لأن بوتين تلاعب فى نتيجة ترامب، وإن كانت الأجهزة المختصة الأمريكية لم تثبت ذلك.. وقيل إن السفارة الأمريكية هى التى حرضت على التظاهر ضد بوتين، وهو مؤشر أن أمريكا قد تذهب إلى أقصى الشرق بعد أن أربكت الشرق الأوسط عشر سنوات مضت بحجة الربيع العربى!
ومعناه أن أمريكا سوف تدخل فى مستنقع جديد بعيدًا عنا فى مصر أو فى المنطقة.. ومعناه أن اتجاهات الريح قد تصل إلى الصين من ناحية، وروسيا من ناحية أخرى، وهو ما يعنى أن العالم قد يعيش ظروفًا حرجة قد تؤدى إلى حالة كساد وعشرية سوداء قد تضرب الاقتصاد العالمى، وهو الكساد الذى حذر منه الأمين العام للأمم المتحدة!
ربما تدخل أمريكا هذه المعارك فى إطار حروب الكاوبوى التى خاضتها أمريكا كل ثمانى سنوات.. فقد ذهبت إلى أفغانستان، ثم بعدها دخلت العراق وبعدها جاءت من الخليج إلى دول الربيع العربى، فاستولت فى الخليج على النفط، وهدمت البلدان العربية بحجة الديمقراطية، وخلقت داعش فى المنطقة.. الآن يبدو أنها تتجه فى زمن بايدن إلى روسيا والصين، المعركة الكبرى التى سوف تنزف منها أمريكا وتخسر اقتصادها وتضرب اقتصاد العالم فى مقتل!
وأعتقد أن بايدن سوف يخترع معركة خارجية للتغطية على الفشل الداخلى، وتدبير وظائف للأمريكان، وذلك بحجة توحيد الأمريكان بعد الفوضى الكبرى التى ورثها على حد قوله، «إننا نرث فوضى كبيرة، لكن لدينا خطة لإصلاح الوضع».. وأظن أن الإدارة الأمريكية فى كل مرة كانت عندها فوضى قامت بتصدير الفوضى للخارج!
وأخيرًا، فقد صحح «بايدن» أوضاعًا كثيرة منذ اللحظة الأولى، وشطب قرارات اتخذها ترامب، ومنها العودة لاتفاقية المناخ المعروفة باتفاق باريس، والعودة عن قرار حظر دخول القادمين من بلاد إسلامية، وإعطاء دفعة كبرى لحملة التلقيح لتكون الأكبر فى الولايات المتحدة على مدى التاريخ، لكى يتفرغ لإجراءات محاكمة ترامب التى أصبح الكونجرس مهمومًا بها جدًا!.. وهى كلها حروب تبعده عنا فترة ليست قصيرة فى دورته الرئاسية!.