بقلم : محمد أمين
حاول أن تختبر نفسك من وقت لآخر. فمن الجيد أن تختبر نفسك فى كل شىء.. وتعرف أين تقف بالضبط.. مثلا هل تقضى إجازتك السنوية فى فندق؟.. وهل تتعامل مع الفنادق كأنها بيتك؟ وهل أنت من الذين يعتبرون أنفسهم اشتروا الفندق بفلوسهم؟.. وهل أنت من الذين ينطبق عليك قول مديرى الفنادق والمنشآت السياحية بأنهم يحبون استعارة الملايات والبرانس من رائحة الفندق؟!
منذ أيام تداول نشطاء كلامًا منسوبًا إلى مديرى فنادق الغردقة وشرم الشيخ. يقولون فيه إن الزائر المصرى لا يضيف للسياحة بقدر ما يكلف الفنادق فوق طاقتها، وإن سلوكيات المصريين فى الفندق غير منضبطة وبعضهم يتخيل أنه اشترى الفندق.. ويقولون إن المصريين من هواة أخذ الشوك والملاعق وإنهم يمسحون الأحذية فى الملايات والمناطق الصغيرة ويتركون التكييف شغالا فى فترات خروجهم حتى يعودوا آخر اليوم.. هل هذا صحيح؟
اختبر نفسك واختبر ثقافتك.. أمس تحدثت عن ثقافة المصريين.. وقلت إن نقلة كبرى حدثت فى العادات الغذائية والصحية.. بسبب كورونا.. وقلت إننا نتغير للأفضل.. وأظن أن ما تحدث عنه مديرو الفنادق هم قلة معينة من نوعية معينة.. وهذا ليس فيه طبقية بأى حال.. نحن نريد أن نغير ثقافة المصريين تجاه المال العام.. فهو ليس من حديد ولا مال يهود كما هو فى الموروث الشعبى.. إنه مال وفى خدمتك.. وبخصوص الخدمة، فإن مصطفّى الفنادق ليسوا خدمًا ولا يتقاضون رواتبهم منك.. إنهم من فئة مثقفة جدا وخريجو لغات.. ويتقاضون رواتبهم من الفندق أو الشركة المشغلة.. أرجوك لا تجرحهم ولا تؤلمهم، إنهم أولاد ناس!
من فضلك لا تشخط ولا تنظر فى الناس.. إنهم ليسوا خدمًا، لكنهم يساعدونك لتقضى إجازة سعيدة.. فساعدهم أن يفعلوا ما تريد بروح حلوة ونفس راضية!
تذكر أنك عندما تذهب إلى بيت صديق أو قريب فأنت تجلس بأدب شديد.. وتتعامل برفق مع كل شىء.. الفرق الوحيد هنا أنك تدفع مقابل الخدمة.. فهل يغيظك أنك تدفع؟ وهل يعنى هذا أن تشعر بالملكية والامتلاك؟.. وهل المالك يفعل ذلك؟.. فهل مالك الفندق يتعامل كذلك مع المنشآت والذين فيها؟.. بالتأكيد لا.. وأنت أيضا لا يصح أن تتعامل بهذه العجرفة.
بالتأكيد أنت لا تفعل هذا ولا أقصد أن أوجهك لتحسن من طريقتك.. فإذا كنت لا تفعل فهذا شىء جيد.. وإن كنت تفعل فغير طريقتك حتى يحترمك الناس.. اختبر نفسك على ضوء هذه السطور.. واجعلها رسالتك لتغيير الثقافة فى التعامل مع الفنادق والمنشآت السياحية!