توقيت القاهرة المحلي 06:11:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحانوتى!

  مصر اليوم -

الحانوتى

بقلم : محمد آمين

فى بداية المحنة بوباء كورونا، كتبت مقالاً بعنوان الخطاب السياسى، فلم يعجبنى ساعتها خطاب ترامب ولا بوريس جونسون.. وهاجمت الاثنين هجوماً لاذعاً.. لم يعجب البعض فى المقال امتداحى لخطاب الرئيس السيسى، لأنه كان متوازناً.. فلم يهوّل من شىء كما فعل ترامب وجونسون وميركل.. ولم يهوّن من شىء، كما فعل رئيس البرازيل مؤخراً.. ولكن يبدو أن الهجوم لم يكن بالقسوة التى يستحقها.. وأقل ما يمكن أن تصف به ترامب أنه «حانوتى»، فقد قال إن وفاة 200 ألف أمريكى بالفيروس ستكون نتيجة جيدة!.

ولا أدرى كيف تكون نتيجة جيدة وفاة 200 شخص وليس 200 ألف؟.. كيف يفكر هذا الحانوتى؟؟.. ومن أين يأتى بالمعلومات؟.. كيف يمكن أن يتأثر الأمريكان بهذه التصريحات، وكيف يتعاملون معها؟.. إنه يثير حالة من الذعر فى النفوس، وكأنه يقول إن الموت قد يطول أى عدد فى أمريكا، وكأنه يريد أن يقول إن جهود مكافحة الوباء ستكون فى أرقى حالاتها، وإنه وضع خطة وقاية للحد من تسارع الوفيات، وعليكم أن تشكروه من الآن!.

الغريب أنه لم يقل هذا فقط ولكنه قال إن أعداد الوفيات كان يمكن أن تصل إلى 2.2 مليون لولا الخطة التى وضعها، وإن الرقم 200 ألف رقم جيد فلا تنزعجوا إذا حدث، وأكد أنه عمل عملاً جيداً حتى يتناقص عدد الوفيات بشكل كبير، منها تمديد إجراءات العزل العامة.. أى الإجراءات الاحترازية، رغم أنه قال سابقا إنه يريد إعادة فتح الاقتصاد الأمريكى، ورفع القيود المفروضة على التنقلات والمواصلات العامة!.

كنت أقول إنه تاجر سيئ.. لا يهمه غير الاقتصاد والمشروعات والعودة للعمل حتى لا يخسر هو وغيره.. واكتشفت أنه حانوتى يورّد البشر إلى الآخرة.. وبوريس جونسون أيضاً يبدو أنه من نفس المدرسة.. يكرر الخطاب نفسه.. يتحدث عن الوفيات والعمل الجيد.. كان عينه على الانتخابات طول الوقت ولابد أن يشكره الناخبون على أى شىء يفعله وعلى لا شىء فعله.. هو يريد أن ينتصر، وأن يعلن ذلك قبل موعده والسلام!.

وللعلم فإن الولايات المتحدة تعتبر الدولة الأولى عالمياً فى عدد وفيات قدرها 2475 وفاة، وإصابات أكثر من 140 ألفًا، بينما يتفشى المرض بنسبة تتسارع بدرجة عالية جداً.. وهناك تقديرات تتحدث عن إصابة ملايين الأمريكان، وفى هذه الحالة تكون الوفيات عند معدل 200 ألف مواطن، وهى كارثة بكل المقاييس!.

وقد كان بإمكان ترامب أن يتبنى خطاباً متوازناً يحث الأمريكان على الالتزام بالضوابط الطبية خلال فترة الحظر لتقليل الخسائر، ولا يبيع لهم انتصاراً وهمياً لم يفعله!.

باختصار، هذا هو الفرق بين خطاب سياسى يراعى مشاعر الشعب، وخطاب آخر يتحدث عن الموت الذى لابد أن يذوقه الشعب فى كل الأحوال لولا حكمة الرئيس وفريقه، وهو خطاب حانوتية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحانوتى الحانوتى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon