توقيت القاهرة المحلي 02:34:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحانوتى!

  مصر اليوم -

الحانوتى

بقلم : محمد آمين

فى بداية المحنة بوباء كورونا، كتبت مقالاً بعنوان الخطاب السياسى، فلم يعجبنى ساعتها خطاب ترامب ولا بوريس جونسون.. وهاجمت الاثنين هجوماً لاذعاً.. لم يعجب البعض فى المقال امتداحى لخطاب الرئيس السيسى، لأنه كان متوازناً.. فلم يهوّل من شىء كما فعل ترامب وجونسون وميركل.. ولم يهوّن من شىء، كما فعل رئيس البرازيل مؤخراً.. ولكن يبدو أن الهجوم لم يكن بالقسوة التى يستحقها.. وأقل ما يمكن أن تصف به ترامب أنه «حانوتى»، فقد قال إن وفاة 200 ألف أمريكى بالفيروس ستكون نتيجة جيدة!.

ولا أدرى كيف تكون نتيجة جيدة وفاة 200 شخص وليس 200 ألف؟.. كيف يفكر هذا الحانوتى؟؟.. ومن أين يأتى بالمعلومات؟.. كيف يمكن أن يتأثر الأمريكان بهذه التصريحات، وكيف يتعاملون معها؟.. إنه يثير حالة من الذعر فى النفوس، وكأنه يقول إن الموت قد يطول أى عدد فى أمريكا، وكأنه يريد أن يقول إن جهود مكافحة الوباء ستكون فى أرقى حالاتها، وإنه وضع خطة وقاية للحد من تسارع الوفيات، وعليكم أن تشكروه من الآن!.

الغريب أنه لم يقل هذا فقط ولكنه قال إن أعداد الوفيات كان يمكن أن تصل إلى 2.2 مليون لولا الخطة التى وضعها، وإن الرقم 200 ألف رقم جيد فلا تنزعجوا إذا حدث، وأكد أنه عمل عملاً جيداً حتى يتناقص عدد الوفيات بشكل كبير، منها تمديد إجراءات العزل العامة.. أى الإجراءات الاحترازية، رغم أنه قال سابقا إنه يريد إعادة فتح الاقتصاد الأمريكى، ورفع القيود المفروضة على التنقلات والمواصلات العامة!.

كنت أقول إنه تاجر سيئ.. لا يهمه غير الاقتصاد والمشروعات والعودة للعمل حتى لا يخسر هو وغيره.. واكتشفت أنه حانوتى يورّد البشر إلى الآخرة.. وبوريس جونسون أيضاً يبدو أنه من نفس المدرسة.. يكرر الخطاب نفسه.. يتحدث عن الوفيات والعمل الجيد.. كان عينه على الانتخابات طول الوقت ولابد أن يشكره الناخبون على أى شىء يفعله وعلى لا شىء فعله.. هو يريد أن ينتصر، وأن يعلن ذلك قبل موعده والسلام!.

وللعلم فإن الولايات المتحدة تعتبر الدولة الأولى عالمياً فى عدد وفيات قدرها 2475 وفاة، وإصابات أكثر من 140 ألفًا، بينما يتفشى المرض بنسبة تتسارع بدرجة عالية جداً.. وهناك تقديرات تتحدث عن إصابة ملايين الأمريكان، وفى هذه الحالة تكون الوفيات عند معدل 200 ألف مواطن، وهى كارثة بكل المقاييس!.

وقد كان بإمكان ترامب أن يتبنى خطاباً متوازناً يحث الأمريكان على الالتزام بالضوابط الطبية خلال فترة الحظر لتقليل الخسائر، ولا يبيع لهم انتصاراً وهمياً لم يفعله!.

باختصار، هذا هو الفرق بين خطاب سياسى يراعى مشاعر الشعب، وخطاب آخر يتحدث عن الموت الذى لابد أن يذوقه الشعب فى كل الأحوال لولا حكمة الرئيس وفريقه، وهو خطاب حانوتية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحانوتى الحانوتى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon