بقلم : محمد أمين
لم يكن قرار تأجيل الامتحانات أو حتى إلغائها قرار وزير، ولكنه قرار المجلس الأعلى، والذى يضم جميع رؤساء الجامعات.. هذا هو الفارق بين المراهقة والاحتراف.. كل هذا يمكن أن تلمسه، فى كل إجراء اتخذته الدولة على مدى أزمة كورونا.. فلم تخرج مصر لتعلن إنهاء الامتحانات بالنسبة للطلاب، لتنتزع تصفيق الطلبة، وتضرب نظام التعليم.. فهناك دول أخرى حولنا قررت إلغاء الامتحانات، وقررت اعتبار نتيجة التيرم الأول هى نتيجة نهاية العام.. واستراحت وحصل الطلاب على إجازة.. مصر رفضت أن تفعل ذلك وتعاملت باحتراف، ووضعت أمام عينيها سمعة التعليم، وإن انتهت إلى النتيجة نفسها!
فبالتأكيد كانت وزارة التعليم العالى تراهن على انتهاء الوباء.. وأرجأت اتخاذ القرار لوقت لاحق.. وساعتها يكون لكل حادث حديث.. وكان بعضنا يطالب بضرروة اعتبار نتيجة التيرم الأول هى نتيجة العام، وكانت الوزارة ترى أن فيها بعض الظلم وأعطت الطلاب فرصة أخرى.. فهناك طلاب ربما لم يتمكنوا من هضم دروسهم فى التيرم الأول.. إلا أنها فى ظل تطورات الأوضاع العالمية لفيروس كورونا، انتهت إلى إلغاء الامتحانات، خشية التجمعات الكبيرة وعدم إتاحة مساحات مضاعفة للامتحانات.. فتم الوصول لهذا القرار أمس فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات!
إذن لم يكن قرار وزارة، ولا يملكه أى وزير، وإنما قرار المجلس الأعلى الذى يضم جميع رؤساء الجامعات، وهو إنهاء جميع الفعاليات التى تضم أعداداً كبيرة من الطلاب.. والأمر يقتصر على طلاب النقل وليس السنوات النهائية، فهذه السنوات لها امتحان فى ظروف أخرى.. كما يترتب عليها إبلاغ أجهزة الدولة بالتوقيتات الجديدة.. وخاصة وزارة الدفاع لأن هناك دفعات قد يتأخر تجنيدها شهوراً!
فالقصة ليست امتحانات والسلام وانتهاء الدراسة.. هناك دولاب عمل فى الدولة ينبغى أن يوضع فى الاعتبار.. والبديل لكل هذا إجراء أبحاث او إجراء امتحانات «أون لاين» لإتمام المناهج.. وهو قرار يبحث عن المصلحة أكثر من التصفيق.. ومصلحة الطالب فى التحصيل أكثر من الحصول على إجازة!
ولكل هذه الضوابط وصفتُ ما حدث بأنه احتراف وليس مراهقة.. السنوات النهائية فى حاجة لتقييم كامل طبقاً للدرجات، ولا ينفع فيها عبارة ناجح أو راسب.. والدراسات العليا تحتاج لتقييم أكبر لأنهم ليسوا طلاباً عاديين.. فهؤلاء قد يكون منهم أساتذة ومدرسون.. وقد راعى المجلس الأعلى كل هذه الفئات، بحيث لا تهمل الكليات التدريب العملى ولا الأبحاث المطلوبة!
باختصار هذا المجلس سوف يدخل التاريخ باتخاذه هذه القرارات التنظيمية، وسوف تكون سابقة له يمكن الرجوع إليها والاعتماد عليها فى أى أحداث مماثلة- لا قدر الله.. فقد أثبتوا جميعاً أنهم يتحركون على قدر دولة كبيرة وعظيمة أيضاً!