بقلم : محمد أمين
تعليقًا على مقال «وأنا أيضاً مصدوم»، تلقيت هذه الرسالة من الدكتور كمال أبوعقيل، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، يقول فيها:
«قرأت مقالكم بالمصرى اليوم، وأنا أتفق معكم فيما كتبتم.. بالإضافة إلى دهشتكم من عدم تفاعل الاتحاد الإفريقى مع الأفارقة. أود أن أؤكد أن هذه فرصة لا تعوض لمصر لتؤكد انتماءها الإفريقى، خاصة فى الظروف الحالية، متواكبا مع نشاط إثيوبيا المكثف، وهدفه حرمان مصر من هذا الانتماء، واكتساب التعاطف الإفريقى معها، على حساب قضية مصر العادلة فى موضوع اغتصاب إثيوبيا لمياه النيل. وقد رأينا رأى العين ما فعلته تلك الدولة بتبنى الاتحاد الإفريقى، ومقره أديس أبابا، واتفاق عنتيبى.. إلخ إلخ.. وهذه فرصة لمصر لاكتساب التعاطف الإفريقى، على أن يكون ذلك بذكاء ودبلوماسية!
العنصرية البغيضة موجودة، والعنصرى فى أمريكا بالذات قد يكون له قوة ونفوذ، وترامب أحد هؤلاء.. ومن هنا فلا داعى إلى أن يكون التعاطف المطلوب عمله على شكل مواجهة غشيمة.. فالإعلام ضد العنصرية، والتعاطف مع قضية الاٍرهاب البوليسى الموجه إلى الأقليات الملونة فى أمريكا لابد أن يكون على المستوى الشعبى، قبل أن يكون على المستوى الرسمى، وذلك لعدم إغضاب نسبة كبيرة من البيض من ذوى العقول المغلقة، وبعضهم أعضاء مهمون بالكونجرس، خاصة من الولايات الجنوبية من الجمهوريين!
واحد منهم (عضو بالكونجرس منذ ١٧ سنة) king فقد فرصته، بالأمس، للترشيح عن الحزب بسبب آرائه المتطرفة والعنصرية، ولكن ليس معنى هذا أن العنصرية قد اختفت أو ضعفت، بل بالعكس!..
- مهم إظهار الاستنكار من جانبنا، ومطلوب ومفيد فى موضوع التقارب مع الأفارقة، والذى كان من المفروض أن يكون دائما من أولويات السياسة المصرية، خاصة مع السودان الشقيق، ولكن للأسف لم يحدث ذلك.. على مر العقود الطويلهً.. وأذكر أن الدكتور بطرس غالى كان يوجه بذلك بشدة وإصرار، وهو وزير دولة للشؤون الخارجية، وحتى وهو سكرتير عام للأمم المتحدة، وخاصة العلاقات مع الصومال، أيام سياد برى، الصومال المهم جدا، والذى هزم الحبشة فى إقليم أوجادين. نبه بطرس غالى مصر إلى الأهمية القصوى لباب المندب، والقرن الإفريقى، ولزوم إدخال الرهبة فى نفوس من تسول لهم أنفسهم، (خاصة الحبشة)، اغتصاب المصالح المصرية، ولفت السياسى المخضرم النظر إلى ضرورة التقارب مع إريتريا وچيبوتى لنفس السبب.
- ونذكر أن الخديو إسماعيل كان مهتما بشدة بالموضوع الإفريقى بالنسبة لمصر.. واهتمت الملكة حتشبسوت منذ آلاف السنين بالصومال، (بلاد بنت)، وسجلت حملاتها فى معبد الدير البحرى بالبر الغربى بالأقصر، وأهملنا الصومال.. والآن ندفع الثمن.
ملحوظة: أخشى ردة فعل مضادة لما يحدث الآن فى الشارع الأمريكى من المتعصبين اليمينيين، وذلك فى نوفمبر القادم، تضمن إعادة ترامب للبيت الأبيض!
وتقبل تحياتى..»
د. كمال أبوعقيل
المجلس المصرى للشؤون الخارجية