بقلم : محمد أمين
سألنى الدكتور لويس تادرس هل يمكن أن تكتب عن قضية السرقات العلمية فى الجامعات، ولا تقوم الدنيا، ويتحرك المجلس الأعلى للجامعات، مع أن عدداً كبيراً من الأساتذة المرموقين تداخلوا فى القضية، وكشفوا عن حالات أخرى للسرقات؟.. لقد كنت أنتظر أنا وغيرى من أساتذة الجامعات رد فعل عنيفا، أو اتخاذ إجراءات بالتحقيق من الجامعات المعنية من أول المنصورة وعين شمس والأكاديمية البحرية.. وقال إن الأمر أقرب إلى نظرية اخبط راسك فى الحيط.. ويتساءل من جديد: ألا يشجع هذا الفعل على فعل أكبر منه؟!.. وليس ببعيد عن الذهن الدروس الخصوصية وبيع الامتحانات فى الجامعات، وغيرها كثير للأسف!
وأقول للدكتور لويس لم نصل بعد والحمد لله إلى نظرية «اخبط راسك فى الحيط».. فقد سأل وزير التعليم كثيراً عن حقيقة أشياء طرحناها هنا، وطلب من رئيس الجامعة المختص التواصل والرد.. وكثيراً ما تحركت الأجهزة المختصة للتحقيق فيما نشر.. وأزيدك أن الدكاترة الذين نشروا مشكلاتهم هنا هم الذين راسلونى مرة أخرى وقالوا إن الجامعة تحركت للتحقيق وطلبوا منه بيانات أكثر، كما أن الأكاديمية البحرية قد ردت مباشرة على الدكتور مينا عبدالملك ووعدت بالتحقيق فى الأمر.. فمن الجائز أنهم لم يردوا على الكاتب، وهى مشكلة قديمة.. فالجامعات تقول «إبعد عن الشر وغنيله»!
ولكنى شخصياً من النوع الذى يتابع ما يكتبه ويتابع ردود الأفعال حول ما يكتبه.. والدليل أننى نشرت أكثر من رسالة فى سياق السرقات الجامعية، وجعلتها قضية رأى عام.. والذى تخلف عن الحضور فيها هى الجامعات نفسها، لأنها لا تحب أن تنشر غسيلها الذى تعففت عن ذكره.. وقيادات جامعية كثيرة لا تحب أن تدخل فى مواجهة مع الصحافة وتؤثر السلامة، حتى لو كان لديها رأى جاد أو موقف جيد!
الأمر يا سيدى يتعلق بالإيمان بفكرة الإعلام أولاً وأنه يساعد على تصويب القرار ولا يهدف إلى الإثارة.. هذا هو الموضوع.. فليس كل رئيس جامعة يجيد التواصل مع الإعلام.. إما أن أحدهم يدخل برأسه كأنه فى حرب، وإما أنه لا يهمه الإعلام بقدر ما يهمه التواصل مع الأجهزة.. هذه هى الحكاية.. فلم يتدربوا على التعامل مع الإعلام، ولا يؤمنون بدوره إلا عبر العلاقات العامة.. وهذا ليس الإعلام الذى يمكن الاعتماد عليه للتطوير والبناء!
وأخيراً، وللأمانة فالجامعات ليست وحدها فى هذا السياق.. الوزارات أيضاً أصبحت تعتمد على البيان الوزارى فى التواصل مع الإعلام.. وهى المأساة التى انعكست ظلالها على الإعلام والجامعات والوزارات أيضاً.. ولم يعد هناك حوار ولم يعد هناك رأى آخر.. وهو أمر يؤثر سلباً على مستقبل البلاد نحو البناء والديمقراطية!