توقيت القاهرة المحلي 21:52:07 آخر تحديث
الخميس 13 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

هنا الوحدة الوطنية!

  مصر اليوم -

هنا الوحدة الوطنية

بقلم : محمد أمين

سوف تكتشف فى هذه المقالات أن مصر غنية جداً بكنوزها وآثارها، وسوف تعرف أن الآثار فى مصر ليست فى منطقتى الأهرامات والكرنك، أو سقارة فقط، وإنما هى موجودة على كل شبر فى أرض مصر.. ربما تقرأ عن أشياء لم تسمع عنها من قبل.. ومن أهم المعالم الأثرية فى المنيا مقابر بنى حسن أو مقابر النبلاء.. وعددها 39 مقبرة، وأهم هذه المقابر مقبرة «خيتى» ومقبرة «باكت الثالث»، و«خنوم حتب الثانى».. وهى مقابر منحوتة فى بطن الجبل تماماً حتى أعمدة زهرة اللوتس منحوتة.. والنقوش زاهية كأنها كانت أمس!

واكتشفنا قدرتنا على صعود الجبل، وكان يسبقنا إلى هناك مفتش الآثار المحترم الأستاذ محمود النبراوى.. وكان يحفظ الآثار وما فيها عن ظهر قلب، ويعرفه كل العاملين فى الآثار، من موظفين وعمال وحراس ويناديهم بأسمائهم.. وأسماء أولادهم.. وكنا نقف خلفه فى خشوع، وهو يشرح المعاملات اليومية للمصريين القدماء.. ويتحدث عن رحلات الصيد وإعداد الطعام وموسم الحصاد والزراعة والصناعة.. ويشرح لماذا اختار القدماء مقابرهم فى الشرق والحياة فى الغرب.. أقصد شرق النيل وغرب النيل، فهى مسألة مرتبطة بالحياة والخلود!

ولاحظتُ أيضاً أن سكان بنى حسن الحاليين يدفنون فى بطن الجبل بجوار مقابر النبلاء.. أما المشهد الذى لم أره فى أى مكان آخر فى مصر فهو دفن المسلمين والمسيحيين فى منطقة مدافن واحدة.. وهنا رأيت الوحدة الوطنية الحقيقية.. فالمسلمون فى جهة الغرب والمسيحيون جهة الشرق إلى أعلى الجبل، وشكل المقبرة لا يختلف كثيراً إلا فى الجمالون الذى يميز مقابر الأشقاء المسيحييين.. كما أن هناك بعض السكان يقيمون بجوار المقابر، كما يحدث فى القاهرة، وليس على المقابر، ولكنهم يبنون بيوتاً طينية بقباب تشبه قرية المهندس الكبير حسن فتحى فى أسوان، من أجل التهوية!

وأصحاب هذه المقابر كانوا يعيشون فى «زاوية سلطان» على بعد حوالى 20 كيلو غرب النيل، وبنوا المقابر فى الشرق لأسباب جيولوجية تتعلق بطبيعة الجبل فى الشرق، حيث يتكون من الحجر الجيرى ويمكن النحت فيه وسهولة الرسم به.. كل شىء كان يتم بحسابات فلكية وجيولوجية!

والمفاجأة أن أصحاب هذه المقابر كانوا حكام إقليم الوعل أى «الغزال» وليسوا ملوكًا أو أمراء، وقد كان حكام الأقاليم أصحاب نفوذ حيث تزوجوا من العائلة الملكية، ومما يثبت ذلك أيضا نظام الروعة والضخامة والإمكانيات التى استخدموها فى بناء مقابرهم على طراز مقابر الملوك من حيث الإمكانيات، والدقة، والروعة فى إتمام العمل، وتعتبر مقابر بنى حسن سجلاً كاملاً يسجل مظاهر الحياة فى مصر من الزراعة والصناعة فى عصر الدولة الوسطى!

باختصار، فى كل قرية زرناها هناك كنز.. وهناك منطقة أثرية كاملة.. يمكن أن تفتح متاحف كبرى فى العالم.. لو كانت أتيحت لهم.. هناك اكتشافات مازالت تنتظر.. تراها رأى العين.. وتحكى عظمة مصر والمصرييين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنا الوحدة الوطنية هنا الوحدة الوطنية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 15:41 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"خطوات بسيطة لإخفاء علامات السهر والإرهاق بالمكياج"

GMT 07:09 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

اختاري إكسسوارت ملونة لإطلالاتك هذا الربيع

GMT 06:00 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

صدور الدجاج بالمشروم والكريمة

GMT 15:52 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

حبس أحمد فتوح لاعب الزمالك المصري سنة مع إيقاف التنفيذ

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon