توقيت القاهرة المحلي 02:34:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الناتو وأزمة ليبيا!

  مصر اليوم -

الناتو وأزمة ليبيا

بقلم : محمد أمين

إذا كان الاتحاد الأوروبى وأمريكا جادين فى موقفهما من قضية دخول الأتراك إلى ليبيا فعليهما إثبات موقفهما من عضوية تركيا فى حلف الناتو.. فلا يمكن أن يكون موقف أمريكا ضد تركيا، وهى مازالت دولة عضوا فى الناتو.. حدث من قبل فى العملية العسكرية على سوريا أن تم طرح هذه العضوية للاستطلاع، ووقف غالبية الألمان ضد وجود تركيا فى الناتو، وساند الموقف سياسيون ألمان أيضاً.. وكان السؤال: هل يتم إقصاء تركيا من حلف الناتو؟.. والإجابة كانت بالإيجاب طبعاً.. ولكن لم نقرأ أى قرار بعد ذلك لطرد تركيا من الناتو للأسف!

ولا جدال أن الناتو هو الذى دمر ليبيا منذ سنوات، وأسقط العقيد القذافى بحجة الديكتاتورية، وترك الدولة كوم تراب، وخرج منها قبل أن تستقر الأمور.. هذا رأى كتبه جيمس ستافريديس، قائد قوات الناتو أثناء عملية ليبيا، يقول فيه بوضوح: لقد أخطأنا عندما دخلنا ليبيا وأسقطنا القذافى وتركناها قبل أن تستقر.. وكان المنطقى أن نساعد الشعب على بناء مؤسساته وحكومته ليمكن تمثيل الشعب.. وأدعوكم إلى قراءة المقال من جديد فى «بلومبرج»، فقد كان يتحدث بشفافية شديدة.. ولكنه لم يكن يعرف أن الرغبة فى الهدم كانت مقدمة على الرغبة فى عملية البناء أساساً!

ويقول القائد الأعلى السابق لقوات حلف الناتو، أثناء ضرب ليبيا، إن روسيا تلتقى هذه المرة مع تركيا، والخاسر هو ليبيا.. ويعترف الرجل، فى مقاله، بأن الغرب تخلى عن ليبيا بعد ضربها، وكأنه يقصد أن الغرب ضربها وتركها قبل أن ينجح الشعب فى بناء مؤسساته، ويقول إن العالم ينبغى أن يقوم بمسؤوليته.. وهى ليست مسؤولية إنسانية بقدر ما هى مسؤولية أخلاقية أيضاً، وقال إن القتال الدائر فى ليبيا ليس قضية داخلية، ولكنه حرب بالوكالة!

وأرى أن الحرب فى ليبيا ليست قضية داخلية ليبية محضة، ولكنها قضية مصرية خالصة تتعلق بأمنها القومى.. وأرى أيضاً أن الكلام فى السياسة والحكومة هو الشأن الداخلى، الذى لا دخل لنا فيه لأنه يتعلق باختيارات داخلية شعبية!

والسؤال: أين مجلس الأمن، الذى مرر قرار ضرب ليبيا؟.. أين هو اليوم، ولمذا لم يُصدر قراراً بمنع جميع الأطراف من الحرب داخل ليبيا؟.. وهل يصح أن يترك مجلس الأمن تركيا «تبرطع» فى ليبيا بحجة استدعائها من حكومة خائنة وعميلة؟.. هل أصيب مجلس الأمن بحالة عمى؟.. هل لا يرى ولا يحس بتحركات عسكرية فى البحر المتوسط؟.. ألم يتلق تقارير أممية وشكاوى من الشعب الليبى؟.. فمتى يتحرك لنجدة الدول الضعيفة؟.. أين الأمم المتحدة، وما قيمتها الآن؟!

وأخيراً، فإن الاعتراف بأن الناتو دمر ليبيا شهادة من قائد عسكرى شارك فى الحرب، وبقى أن يصلح الناتو ما أفسده من قبل برد العدوان عن ليبيا، خصوصاً أنه تحرك بدوافع إقرار الديمقراطية، فلماذا لا يتحرك لإقرار الاستقرار، ولماذا لا يطرد تركيا من عضويته فوراً؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناتو وأزمة ليبيا الناتو وأزمة ليبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon