بقلم : محمد أمين
البرلمان الجديد عنده فرصة ذهبية ليصالح الرأى العام.. فهل نرى تفعيلاً للأدوات الرقابية فى المجلس الجديد، ونتعامل مع النواب بحسن نية، وكلهم وطنيون بلاشك.. هل نشهد أسئلة وطلبات إحاطة واستجوابات؟.. فقد مضى برلمان عبدالعال ولم نسمع فيه عن هذه الأشياء، التى أصبحت مثل الغول والعنقاء والخل الوفى؟.. على أى حال فالذين امتنعوا قد امتنعوا من أنفسهم، والذين مارسوا حقهم الرقابى لم يمنعهم أحد.. ونحن نريد توسيع قاعدة الحريات وحق التعبير عن الرأى، وترجمة مشكلات الوطن فى مجلس النواب.. وساعتها نفتح الباب لممارسة السياسة فى النور!
أتصور أن المرحلة الجديدة تختلف، تحت رئاسة المستشار حنفى جبالى.. فهو ليس مكبلاً بإصدار قوانين مكملة للدستور على وجه السرعة.. وليس مطالبًا بسداد فواتير، فالرجل قادم من المحكمة الدستورية، وله مكانة عالية وتقدير كبير انعكس على النواب فى الجلسة الأولى، التى أدارها.. فقد كانت الفترة الأولى غير مشبعة لتطلعات الرأى العام.. وأعتقد أن المستشار حنفى يستوعب هذا الكلام تمامًا ويعرف أنه جاء على حين فترة من التخبط.. وبالتالى عليه عبء كبير فى حماية الحريات وحق النقد وتقديم الطلبات والأسئلة!
معلوم أن انطلاق البرلمان يحرك الركود السياسى ويغير الهواء فى الغرفة ويفتح باب الأمل.. وهو موسم من مواسم الإعلام والصحافة، والأحزاب السياسية، لتعمل فى النور، وتجهز الملفات والدراسات وتعقد جلسات الاستماع لمشكلات الوطن، والشباب فى القلب منها.. وهناك ميزة أن هذا البرلمان يتضمن فى عضويته أكبر تكتل شبابى فى التاريخ النيابى، وهم أولى بمناقشة مشكلات جيلهم.. وأظن أنه تم اختيار هذا العدد للتدليل على اهتمام الدولة بالقضية الشبابية!
معناه أن الحكومة لن تعيش حالة الكسل والطناش التى عاشتها طوال سنوات عديدة مرت، حينما لم تكن تحضر فى المجلس.. ومعناه أن الحكومة عليها أن تحضر للمساءلة والرد على طلبات النواب وأسئلتهم وبياناتهم العاجلة واستجواباتهم.. وأعتقد أن استجواب التوظيف ينبغى أن يكون فى المقام الأول، وطلبات الإحاطة حول التعليم الجامعى يجب أن تكون حاضرة، خصوصًا ارتباطه بسوق العمل!
دائمًا أنظر إلى الجانب المضىء فى الصورة، ولست مع الذين يرون أن أحمد زى الحاج أحمد، وأن حنفى زى عبدالعال.. فعبدالعال لم يكن له مثيل، أجهض دور المجلس على مدى سنوات، كى ينتظر التجديد، فلما تجاهلوه غضب، وترك البرلمان قبل اختيار رئيس المجلس الجديد.. وتقديرى أن برلمان حنفى سيكون بطعم مختلف، أولاً للظروف السياسية والعالمية التى تمر بها البلاد.. وثانيًا للعدد الكبير من شباب النواب.. وثالثًا لاحتياجات الشعب من برلمانه هذه الدورة.. وهو فى كل الأحوال يخفف الضغط على الدولة والأجهزة ويشغل الناس فى أمور مفيدة!
باختصار انطلاق البرلمان موسم للحريات والتعبير والكتابات الوطنية الراقية، وموسم للنقاش والحوار فى الصحف والتليفزيون.. استثمروه للنقاش والحوار لخلق روح الانتماء والمواطنة، فالبرلمان مكسب كبير!.