توقيت القاهرة المحلي 06:00:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما تتكلم مصر!

  مصر اليوم -

عندما تتكلم مصر

بقلم : محمد أمين

ما حدث فى ليبيا هو ما كان ينبغى أن يحدث.. فقد أعلنت حكومة الوفاق وقف إطلاق النار فى ليبيا، وقررت العودة إلى مائدة المفاوضات، واختارت الحل السلمى.. ولم تتجاوز تركيا خط الجفرة/ سرت، وهو ما أطلق عليه الرئيس السيسى «الخط الأحمر».. وقد يكون بداية لانسحاب المليشيات من ليبيا والعودة إلى تركيا!

وهى رسالة من مصر إلى السلطان الغشيم أردوغان.. وهى الرسالة التى لاحظتها كل وسائل الإعلام فى العالم.. عدا مصر المشغولة بقضايا التحرش والتيك توك والخناقات المحتدمة بين الأهلى والزمالك!

وقد تصدرت مانشيتات الصحف العربية والخليجية ردود الأفعال، حيال إعلان حكومة الوفاق وقف إطلاق النار فى ليبيا والعودة للحل السياسى، والتى رحبت بالقرار مشيدة بدور مصر الذى يقف بالمرصاد ضد عبث تركيا فى الأراضى الليبية والمنطقة العربية.. ويكاد ينتهى الأمر فى ليبيا دون حرب.. عندما أظهرت مصر العين الحمراء للسلطان التركى، وحددت له خطاً لا يمكن تجاوزه، فلم يتجاوزه فعلاً، وقال إننا لا نريد دخول حرب مع مصر!

وسبق وقلت إن نجاح مصر فى ليبيا يحل أزمة سد النهضة.. وكان البعض يتساءل: لماذا تحارب مصر فى ليبيا وتترك إثيوبيا؟.. وكان هدف هؤلاء أن تترك مصر ليبيا وشأنها، وتذهب إلى إثيوبيا حيث تريد الأخيرة قطع مياه النيل.. ولم يكن هدف هؤلاء نبيلاً.. ولم تستجب الدولة المصرية لهذا الكلام الذى كان ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب.. إن ترك تركيا يجعلها تلتهم ليبيا وتكون على حدود مصر.. أما الوقوف بحزم أمام العبث التركى فكان أولوية أولى لأنه يشبه لعب كرة البلياردو.. وضرب تركيا يجعل إثيوبيا تنتبه.. أما إذا انتصرت فى ليبيا فسوف تأكل المنطقة!

إن تدخل مصر لم يكن هدفه دخول الحرب ولكن تعديل المسار، ورسم خريطة أخرى للمنطقة.. وليس التعامل مع الخريطة المرسومة لها.. وكان السيسى على حق عندما ذهب إلى منطقة برانى العسكرية واستدعى زعماء القبائل الليبية وأرسل رسائله للعالم بوضوح.. فضرب عصفورين بحجر.. الأول فى ليبيا، والثانى فى شرق المتوسط، وتشجعت اليونان ورسمت فرنسا خط أحمر آخر لأردوغان فى شرق المتوسط.. وفوجئ أنه محاصر، فعاد من هنا وهناك، وهو أول درس من دروس الردع، دون دخول الحرب!

مصر لم تكن «تهوّش» على أردوغان، واستقبل أردوغان الرسالة، وعرف أن مصر لا تهوّش أبداً.. وعرف أن مصر سوف تصطاده فى ليبيا وشرق المتوسط، فآثر السلامة، وضغط على حكومة الوفاق لأن تعلن وقف إطلاق النار، بعدما كبده الجيش الليبى والطيران المجهول خسائر فادحة فى الأرواح والممتلكات!

وأخيراً نحن أمام نصر معنوى كبير، وباختصار فإن القوة التى ستعيد حكومة الوفاق إلى مائدة التفاوض والحل الدبلوماسى، هى نفسها التى ستعيد حكومة إثيوبيا إلى المفاوضات حول سد النهضة.. فلن تضيع ليبيا ولن يضيع النيل.. دون أن ندخل فى حرب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تتكلم مصر عندما تتكلم مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:49 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف
  مصر اليوم - سوريا بين الفوضى والمجهول وسط تصاعد العنف

GMT 10:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

نيكول سابا تعلق على دورها في "وتقابل حبيب"
  مصر اليوم - نيكول سابا تعلق على دورها في وتقابل حبيب

GMT 01:34 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

دعاء اليوم الثامن من رمضان

GMT 09:10 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

GMT 19:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش

GMT 02:52 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

السعودية تعلن ارتفاع استثماراتها في مصر 500%

GMT 22:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

العثور على جثة مواطن مصري متعفن داخل شقته في الكويت

GMT 19:36 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

اغتصاب وقتل طالبة إسرائيلية على يد مغني

GMT 03:44 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إيناس إسماعيل تُقدِّم طريقة بسيطة لتصميم ماكيت الكريسماس

GMT 06:31 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير محشي ورق العنب بلحم الغنم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon