توقيت القاهرة المحلي 07:48:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما تتكلم مصر!

  مصر اليوم -

عندما تتكلم مصر

بقلم : محمد أمين

ما حدث فى ليبيا هو ما كان ينبغى أن يحدث.. فقد أعلنت حكومة الوفاق وقف إطلاق النار فى ليبيا، وقررت العودة إلى مائدة المفاوضات، واختارت الحل السلمى.. ولم تتجاوز تركيا خط الجفرة/ سرت، وهو ما أطلق عليه الرئيس السيسى «الخط الأحمر».. وقد يكون بداية لانسحاب المليشيات من ليبيا والعودة إلى تركيا!

وهى رسالة من مصر إلى السلطان الغشيم أردوغان.. وهى الرسالة التى لاحظتها كل وسائل الإعلام فى العالم.. عدا مصر المشغولة بقضايا التحرش والتيك توك والخناقات المحتدمة بين الأهلى والزمالك!

وقد تصدرت مانشيتات الصحف العربية والخليجية ردود الأفعال، حيال إعلان حكومة الوفاق وقف إطلاق النار فى ليبيا والعودة للحل السياسى، والتى رحبت بالقرار مشيدة بدور مصر الذى يقف بالمرصاد ضد عبث تركيا فى الأراضى الليبية والمنطقة العربية.. ويكاد ينتهى الأمر فى ليبيا دون حرب.. عندما أظهرت مصر العين الحمراء للسلطان التركى، وحددت له خطاً لا يمكن تجاوزه، فلم يتجاوزه فعلاً، وقال إننا لا نريد دخول حرب مع مصر!

وسبق وقلت إن نجاح مصر فى ليبيا يحل أزمة سد النهضة.. وكان البعض يتساءل: لماذا تحارب مصر فى ليبيا وتترك إثيوبيا؟.. وكان هدف هؤلاء أن تترك مصر ليبيا وشأنها، وتذهب إلى إثيوبيا حيث تريد الأخيرة قطع مياه النيل.. ولم يكن هدف هؤلاء نبيلاً.. ولم تستجب الدولة المصرية لهذا الكلام الذى كان ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب.. إن ترك تركيا يجعلها تلتهم ليبيا وتكون على حدود مصر.. أما الوقوف بحزم أمام العبث التركى فكان أولوية أولى لأنه يشبه لعب كرة البلياردو.. وضرب تركيا يجعل إثيوبيا تنتبه.. أما إذا انتصرت فى ليبيا فسوف تأكل المنطقة!

إن تدخل مصر لم يكن هدفه دخول الحرب ولكن تعديل المسار، ورسم خريطة أخرى للمنطقة.. وليس التعامل مع الخريطة المرسومة لها.. وكان السيسى على حق عندما ذهب إلى منطقة برانى العسكرية واستدعى زعماء القبائل الليبية وأرسل رسائله للعالم بوضوح.. فضرب عصفورين بحجر.. الأول فى ليبيا، والثانى فى شرق المتوسط، وتشجعت اليونان ورسمت فرنسا خط أحمر آخر لأردوغان فى شرق المتوسط.. وفوجئ أنه محاصر، فعاد من هنا وهناك، وهو أول درس من دروس الردع، دون دخول الحرب!

مصر لم تكن «تهوّش» على أردوغان، واستقبل أردوغان الرسالة، وعرف أن مصر لا تهوّش أبداً.. وعرف أن مصر سوف تصطاده فى ليبيا وشرق المتوسط، فآثر السلامة، وضغط على حكومة الوفاق لأن تعلن وقف إطلاق النار، بعدما كبده الجيش الليبى والطيران المجهول خسائر فادحة فى الأرواح والممتلكات!

وأخيراً نحن أمام نصر معنوى كبير، وباختصار فإن القوة التى ستعيد حكومة الوفاق إلى مائدة التفاوض والحل الدبلوماسى، هى نفسها التى ستعيد حكومة إثيوبيا إلى المفاوضات حول سد النهضة.. فلن تضيع ليبيا ولن يضيع النيل.. دون أن ندخل فى حرب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تتكلم مصر عندما تتكلم مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة
  مصر اليوم - مدحت صالح يعلن عن ألبوم جديد وتحضيرات مميزة لحفل رأس السنة

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 09:24 2023 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى إبراهيم تكشف كيف تظهر بصحة جيدة رغم محاربتها المرض

GMT 11:00 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات العبايات الأنيقة والعصرية هذا العام

GMT 08:58 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

روتين ضروري قبل النوم للحفاظ على نضارة البشرة

GMT 07:12 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

مرتضى منصور يعلق على رسالة طارق حامد

GMT 03:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تحتفل بقُرب انتهاء تصوير "مملكة إبليس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon