بقلم : محمد أمين
الفنانون لا يموتون.. هناك أعمال تخلد ذكراهم، ويمكن أن نشاهدها بعد مئات السنين.. ولا يصح أن نودّع فنانينا بكلمة ثم ينتهى الأمر.. القيم الكبيرة فى حياتنا لا تودَّع بكلمة ولا تنتهى حكايتها فى يوم واحد.. فى الفن السينمائى تظل الفضائيات تقدم أعمال الراحلين على مدى أسبوع، ويسمى أسبوع فلان وعلان، وهو شىء عظيم.. وفى غيره من أنواع الثقافة والفنون لا تقدم الفضائيات مثلاً أسبوعاً لآدم حنين أو الكاتب فلان أو علان.. وكأن الحياة قد انتهت بالموت وكلمة العزاء.. ولذلك أُفضل أن أكتب بعد أيام عن قيمة كبيرة اسمها آدم حنين، الفنان التشكيلى العالمى!.
وقد تلقيت رسالة عزاء من السفير عبدالرؤوف الريدى، رئيس مجلس إدارة مكتبة مصر العامة.. يقول فيها:
«أقدم العزاء فى وفاة الفنان التشكيلى العظيم آدم حنين، الذى رحل عن عالمنا اليوم تاركا وراءه تراثا هائلا من الأعمال الفنية، وبخاصة فى مجال النحت، وهو الفنان الذى كان يرعى سمبوزيوم أسوان الشهير، ويحضره مثالون ونحاتون من كل أنحاء العالم، وله تقدير عالمى كبير.. وقد شعرنا منذ عام بالأهمية الكبرى لتكريم هذا الفنان العظيم، فقمت مع وفد من مكتبة مصر العامة بزيارة الراحل الكبير فى منزله المتحفى يوم ١٥ يونيو ٢٠١٩، والذى يضم جانباً من أعماله، كما أقمنا حفل تكريم له بالمكتبة يوم ١٠ يوليو ٢٠١٩، وقدمنا له بردية تحمل رسالة تقدير لمشواره الفنى الفريد، وآثر يومها أن يبقى الاحتفال به على تراس المكتبة المطل على النيل، حتى لا تفوته أى فرصة لمشاهدة نهر النيل العظيم..
خالص العزاء لأسرة الراحل الكريم ومصر وشعبها وفنانيها ومثقفيها فى فقدان فنان مصرى عالمى كبير».
السفير عبدالرؤوف الريدى
وليس سراً أن السفير الريدى قد أرسل هذه الرسالة فى اليوم التالى لوفاة الفنان العظيم آدم حنين.. وأردت نشرها اليوم لأثبت أن كل يوم يصلح للكتابة عن عظماء مصر، ومنهم آدم حنين.. ولا يكون ذلك شيئاً قد تأخر.. نحن نريد إحياء ذكرى رموز مصر الكبرى فى حياتنا «كل يوم».. ولا مانع أن نكتب عنهم، ونجعل لهم أسابيع لعرض أعمالهم الفنية والأدبية والإصلاحية.. ونقيم ندوات لمناقشة أعمالهم وإنتاجهم الفكرى والفنى والأدبى.. وصولاً إلى كبار رجال مصر فى دولة الفن والثقافة والأدب!.
وأعتقد أن مكتبة مصر العامة قد نجحت فى أن تقدم منتجاً ثقافياً كبيراً لا يقل عما تنتجه وزارة الثقافة نفسها.. والسفير الريدى يفعل ذلك بوعى كبير، ويشاركه فى ذلك مجلس إدارة يعرف قيمة الثقافة والأدب والفن.. ويقدم موضوعات مختلفة تُعنى بقضايا الأمن القومى والعلاقات الخارجية المصرية والأبعاد المختلفة، خاصة البعدين العربى والإفريقى.. وتجده موجودا ًوفاعلاً فى كل المحافل العامة.. مشاركا ًوفاعلاً وداعماً للأفكار.. وهو قارئ نَهِم يتابع الكُتاب ويشاركهم ويتواصل معهم بأفكاره، وعصارة تجربته فى الدبلوماسية والثقافة والحياة!.