بقلم : محمد أمين
لا أستطيع أن أكتب فى قضية الصحة والمستشفيات كما يكتب الدكتور صلاح الغزالى حرب، فقد كانت قضيته منذ أول يوم فكر فى الكتابة.. فأصبح لدينا كاتب منتظم ومتخصص يكتب فى الشؤون الصحية والدوائية وهو يسعى لتطوير المنظومة لوجه الله والوطن.. وأصبحت أتابع ما يكتب بانتظام لعلى آخذ منه النصيحة الطبية.. وهو فى كل ما يكتب يقطر إخلاصًا لهذا الوطن.. وقرأت آخر ما كتبه عن الصروح الطبية العظيمة فى بلادنا، ووجّه صرخة لإنقاذ مستشفى سرطان الأطفال 57357 حتى يستكمل مسيرته.. وأنا أدعمه فى هذا المقال وأنقل صرخته إلى الرأى العام!
كتب الدكتور صلاح عن مسيرة المستشفى منذ إنشائه حتى الآن.. وحكى الحكاية كاملة وصولًا إلى أنه يعالج أكثر من 16 ألف حالة سنويًا يترددون على المستشفى، فضلًا عن حالات طوارئ بلغت أعدادها أكثر من 22 ألف حالة.. وقال إن تكلفة علاج كل طفل تتراوح بين 600 و700 ألف جنيه.. باستخدام أحدث تقنيات العلاج الإشعاعى.. وذكر أرقامًا كثيرة لا ينكرها أحد.. ولكنه قال إن المستشفى الآن يواجه خطر التوقف عن تقديم الخدمات التى يقدمها لمروره بضائقة مالية، قد تؤدى إلى تخفيض الأعداد التى يستقبلها، بعد تراجع عملية التبرعات للمستشفى وغيره طبعًا لظروف الكورونا!
وقال إن المستشفى «يعافر» لتقديم الخدمات الطبية لأغلى تكلفة مريض فى العالم.. وهو مريض السرطان.. وهو كما فهمت يطالب بتدخل الدولة لإنقاذ المستشفى ولو بمساعدته فى دفع فاتورة الكهرباء السنوية.. فلا يصح أن نُعرِّض هذا الصرح العظيم لأى أزمة علشان جنيه ملح!.. وقد تمثلت دعوته فى أمرين.. الأول: فى دعوة الدولة إلى تخفيف العبء عنه.. الثانى دعوة المواطنين إلى التبرع، خاصة ونحن مقبلون على موسم الخير وشهر رمضان.. وأظن أن دعوته إلى زيارة المستشفى للتعرف عليه وعلى ما يقدمه من خدمات دعوة ينبغى تنظيمها فى موسم الكورونا من أجل صحة المصريين جميعًا مرضى وأصحاء!
ولابد أن هناك طريقة أمام الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، للتصرف فى فاتورة الكهرباء.. ولابد أن هناك طريقة أخرى أمام وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، للتدخل والتعامل معه كأى مستشفى فى وزارة الصحة، فليس عيبًا أنه مستشفى أهلى كبير.. ولو أدى الأمر إلى تدخل رئيس الوزراء والرئيس شخصيًا.. هذا صرح عظيم فى مصر ينبغى أن نفخر به ونحافظ عليه، كما قال الدكتور صلاح الغزالى!
وهذه فرصة أمام البنوك الوطنية والتجارية للإسهام فى خدمة المجتمع، ودفع فاتورة الكهرباء على الأقل، وهى تصل إلى مليونى جنيه شهريًا.. كما أنها فرصة أمام رجال الأعمال الوطنيين لتقديم النموذج على الدور الاجتماعى لرأس المال.. وأنا أعرف عددًا كبيرًا منهم يدفعون بانتظام حتى يستكمل المستشفى دوره الوطنى فى خدمة مرضى مصر من البسطاء، خاصة الأطفال المصابين بمرض السرطان!
كلى أمل أن مجتمع المال والأعمال سوف ينتفض لإنقاذ مستشفى عظيم فى مصر.. فالنجاحات الكبيرة قليلة فى حياتنا، وهو ما يستدعى دعم مستشفى سرطان الأطفال!