بقلم : محمد أمين
القائمة التى قدمتها أمس للتعيين فى مجلس الشيوخ طبعًا تحتمل الأخذ والرد.. ويمكن الإضافة إليها والحذف منها، لكنها أسعدت الكثيرين لما تحمله من تقدير لكل الأسماء التى ذكرتُها.. كما أحدثت حالة من المناقشة نحتاج إليها، ونحتاج إلى التفكير بحرية وبلا مخاوف.. فنحن نريد أن نساعد من يقدمون الأسماء، ونريد أن نساعد صانع القرار أولاً!
ولكن يبقى فى القائمة ميزتان.. الأولى اسم المستشارة تهانى الجبالى.. وقد بدا الأمر أننى أعيد تذكير الناس بها.. لدرجة أن بعضهم سألنى فعلاً: أين هى؟.. فقلت لا أعرف، خاصة أننى لم أعد إلى أى واحد كتبت اسمه فى القائمة، لأسأله عن رغبته فى الأمر.. وربما تسألنى: وهل تأخذ رأى من ترشحه للتعيين؟.. أقول نعم ربما لا يريد، وربما لا يؤمن بجدوى المجلس أصلاً.. وهذا لا يعيبه أبداً ولا يعيب المجلس فى شىء!
الميزة الثانية: وهى حكاية مقعد التعويض الذى أشرت إليه للدكتور عمرو الشوبكى.. فهل يصلح التعويض بكراسى البرلمان؟.. أحكى لكم قصة خالد محيى الدين ومحمد سرحان، نائب الوفد.. كان فى عهد الرئيس مبارك يتم إخلاء بعض المقاعد للزعماء التاريخيين.. وكان يحدث ذلك من جانب الحزب الوطنى والإخوان أحياناً.. المهم ترشح محمد سرحان فى كفر شكر أمام محيى الدين، وكانت فرصة الأخير ضئيلة فى الفوز، ويقال إنه ذهب للرئيس مبارك يشكو له من احتمالات السقوط وكيف يُنهى حياته السياسية هكذا؟!
وعلمتُ أن الدولة طمأنته بالفوز رغم أنه ساقط رسمياً وأعطت مقعدًا لمحمد سرحان فى أول المعينين بالشورى، تعويضاً عن إسقاطه بالأمر فى الشعب لصالح خالد محيى الدين.. واحتفظت الدولة بالاثنين خالد محيى الدين كأحد الضباط الأحرار، ورئيس حزب التجمع، ومحمد سرحان النائب الذى حظى بثقة الدائرة فى الانتخابات، وأصبح يمثل الوفد فى الشورى.. وهكذا كانت الأشياء «تُطبخ» بعلم الناس وبالتراضى!
وبالتالى فلا مانع من رد اعتبار عمرو الشوبكى بتعيينه فى الشيوخ، وحتى تحافظ الدولة على قيمة الحياد بين أبنائها.. فهم جميعًا أمامها سواء!
ونعود إلى تهانى الجبالى، ويسألنى أحد الكبار: لماذا لا يتم تعيينها رئيسة المجلس، فهى سيدة ومتخصصة فى القانون الدستورى وسيدة دولة.. إذا جاز أن نطلق عليها ذلك؟.. فقلت: فكرة.. وإن كان هناك من يرشح المستشار عدلى منصور، أو المستشار عبدالوهاب عبدالرزاق، وهو مرشح فى القائمة الموحدة أيضاً.. وسمعت صوتاً غريباً أن الفريق صدقى صبحى هو رئيس المجلس، واللواء أحمد جمال الدين هو الوكيل القادم!
ومعناه أن المجلس كامل بتشكيلاته تماماً.. المعينون والمرشحون بعد أن قرأنا قائمة المعينين، وهى ليست قائمة نهائية وليس فيها مفاجآت.. المفاجأة أن تعلى قيمة من قيم الليبرالية والديمقراطية، أو غير ذلك فيكون المجلس إضافة للحياة السياسية، وتكون هناك قيمة لوجود غرفة ثانية للبرلمان!.