بقلم : محمد أمين
هذه شهادة ووسام من اليوم الأول، لمن وقع عليه اختيار الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وستكون حافزاً له لكى يحقق أعلى معدلات الأداء، فى الضبط والربط والانضباط.. كما أنها ستظل فى ذاكرته يحكيها لأبنائه وأحفاده. فقد ناقش الرئيس معهم التحديات والفرص، التى ينبغى البناء عليها.. ثم وقّع شفاهة على اختيار بعض الطلاب فى ملف القبول!
فما حدث من الرئيس له دلالة كبرى، فهو لا يختار أى أحد.. ولا يختار أبناء الوزراء والمحافظين والنواب.. الاعتبار كان للكفاءة فقط، بغض النظر عن أى اعتبار آخر.. فالالتحاق بالقوات المسلحة شرف.. والاعتبار هنا للوعى وللثقافة وفهم تاريخ مصر، وحدود الأمن القومى، والقدرة.. ولذلك قال الرئيس: إن تطوير القوات المسلحة يتطلب انتقاء مقاتل محترف!
كان الرئيس، كل مرة، يفاجئ الكلية الحربية، فى الفجر، وكان يشهد جاهزية الطلاب فى التدريب، والتمرينات الرياضية.. وكان يشاركهم.. الآن ذهب إليهم ليشرف على الطلاب المتقدمين منذ البداية.. كل هذه الأمور جعلت الجيش فى حالة «جاهزية» طوال الوقت.. فالجيش فى هذا العصر لا يعرف الاسترخاء.. نحن فى حرب وجود، ولا مكان للنائمين أبداً!
ونأتى للنقطة الأهم، هل يختار الرئيس، الوزراء والمحافظين بنفس معايير اختبارات الكليات العسكرية؟.. هل يختارهم لاعتبارات الكفاءة وحدها، بغض النظر أى اعتبار آخر؟.. هل نستبشر خيراً بأن نرى اختيارات تفتح باب الأمل؟.. هل نختار من يملك القدرة، وليس الولاء؟.. هل نختار من يتمتعون بالاحترافية وروح القتال، مثل أبناء الكليات العسكرية؟.. هل نبدأ الآن؟!
الرئيس قال إن الأفضلية للالتحاق بالكليات العسكرية، لمن يجتاز الاختبارات الطبية والنفسية والرياضية والعلمية.. فهل يمكن إخضاع الوزراء والمحافظين لاختبارات طبية ونفسية، للتأكد من سلامة اتخاذ القرارات الخاصة بالمواطنين؟.. هل نخضعهم لهذه الاختبارات، على غرار الاختبارات الرئاسية؟.. التجربة أثبتت أننا فى حاجة إلى هذه الاختبارات النفسية فعلاً!
فلا مانع من خضوع الوزراء والمحافظين والنواب، لهذه الاختبارات الطبية والنفسية.. ولا مانع من توقيع الكشف الطبى عليهم.. نريد مسؤولين أصحاء عقلياً وبدنياً.. نريد من يتمتع بروح القتال.. مصر فى مرحلة بناء.. مرة واحدة استجيبوا لنا.. اجعلوها من معايير تولى مناصب الوظيفة العامة!.