بقلم : محمد أمين
شعرت بالاطمئنان عندما تابعت المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية، وسعدت لأنه أشاد من جديد بإجراءات الحكومة المصرية لمواجهة تفشى وباء كورونا، ولكن ليس هذا بالنسبة لى مربط الفرس.. لكننى لاحظت أنه لم يكن يرتدى الكمامة والقفاز.. وقد تلقى سؤالاً بهذا المعنى من أحد الزملاء، بل إنه تلقى سؤالاً إن كان قد خضع لاختبار كورونا أم لا؟.. فقال دون تردد إنه لم يخضع لأنه ليس هناك مبرر للفحص.. وهى إجابة ضمنية عن عدم خضوع المجتمع المصرى للفحص الكلى!
ومن هنا نفهم أن الذين يرتدون القفاز والكمامة يشعرون بأمان زائف لمجرد أنهم يرتدون القفاز والماسك.. مع العلم بأن الأمان الحقيقى هو أن تكون هناك مسافة اجتماعية مناسبة بين كل اثنين حددها بمتر على الأقل.. فضلاً عن غسل اليدين بالماء والصابون والمطهرات.. وقال إن الأمر يقتصر فقط على الأطقم الطبية فى الخطوط الأمامية حماية لهم لأنهم يخالطون المرضى!
وعن سؤال حول انتقال الفيروس من القطط والكلاب والحيوانات الأليفة للإنسان، قال: غير صحيح، ولا توجد دراسة تكشف عن هذا الموضوع.. وكان الخلاص من الحيوانات الأليفة سلوكاً لا إنسانياً، حيث تم الخلاص منها بتسميمها، مع أنه ممكن التعامل معها مثل الإنسان تماماً بمسافات ومطهرات.. وتكلم عن العلاقات بين تعداد السكان وعدد الإصابات، وقال: لا توجد أى علاقة بينهما!
وكان واضحاً أن الدكتور جون يتابع كل ما يثار فى الإعلام والسوشيال ميديا من أسئلة، وأجاب عن كل الأسئلة بوضوح شديد، وحاول أن يبدد حالة الخوف والهلع التى تصيب الجماهير من كورونا.. ومع ذلك لم يقلل من الاهتمام الشخصى بالنظافة الشخصية والمطهرات حتى تمر الأزمة!
وهنا أسجل تقديرى العميق لكل الجهود التى قدمتها الحكومة المصرية لحماية الشعب، وآخرها توزيع الكمامات على العمال فى مواقع العمل، وعلى الركاب فى وسائل المواصلات.. وكان ذلك بتكليف من الرئيس شخصياً، ورأينا رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، يزور مواقع الإنتاج والمصانع فى العاشر من رمضان والإسماعيلية، ليطمئن على اتخاذ الإجراءات اللازمة حال عودة العمالة ودوران عجلة الإنتاج مرة أخرى، وهى كلها مؤشرات تكشف عن عودة الحياة الطبيعية قريباً، مع التزام قواعد الصحة العامة سواء بوجود كورونا أو غير كورونا!
وباختصار، سنخرج من وباء كورونا قريباً، وقد أصبحت لدينا جرعة كبيرة من النصائح الطبية والحفاظ على السلامة الصحية، بالمسافات الاجتماعية وغسل اليدين بالصابون والمطهرات، وعدم السلام بالأيدى والقبلات والأحضان.. ولا يعنى هذا أن سلوكياتنا قد تغيرت للأسوأ أبداً!