بقلم : محمد أمين
أعلنت موسكو أنها مصدومة مما يحدث من مواجهات ضد الأمريكان من أصل إفريقى.. وأعلن الاتحاد الأوروبى أيضاً أنه مصدوم من رد فعل الشرطة تجاه المتظاهرين الأمريكان.. وأنا أشعر بالصدمة أيضاً، لأن الاتحاد الإفريقى لم يصدر بياناً ولم ينطق بكلمة مع أن قارات الدنيا تنتفض ضد العنصرية.. السؤال: أين المفوضية الإفريقية لحقوق الإنسان؟.. أين الصوت الإفريقى فى الأزمة الحالية ضد العنصرية التى تطل برأسها كل عام؟!
وأتساءل: من يطالب بحق جورج فلويد إن لم يفعل الاتحاد الإفريقى؟.. لقد تحركت هونج كونج وأستراليا وأوروبا وخرجت المظاهرات فى فرنسا وإنجلترا وكل المدن الأمريكية، ولم تخرج مظاهرة رمزية واحدة فى بلاد إفريقيا.. لا نريد تكسير المحال ولا نهب المولات ولكن نطالب بوقفة رمزية تضامنية مع الشعوب الحرة من أجل المساواة.. هل هذا كثير؟ وهل هذا صعب؟.. لقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية احتجاجات واسعة على مقتل الشاب الأمريكى من أصول إفريقية، جورج فلويد، بينما إفريقيا نفسها لا تهتم، ولا تشارك وإنما تتفرج!
كانت فرصة إفريقيا أن يكون لها صوت دائم فى مجلس الأمن.. وكانت فرصة ليكون لها وجودها المحترم على خريطة العالم.. لقد صبرت إفريقيا طويلا على نهب ثرواتها واستعمارها.. واليوم تصبر على دهس أبنائها فى أمريكا للمرة المائة.. فماذا تنتظر إفريقيا حتى يكون لها كيان على مستوى العالم.. ما الذى يجعل قادة إفريقيا يعيشون حالة صمت رهيبة هكذا؟.. أليس خروج الملايين حول العالم اختبار قوة؟.. أليس فرصة للحصول على مكاسب إنسانية، بينما هذا العالم يهتم بحقوق الحيوان ولا يهتم بحقوق الإنسان من أصل إفريقى؟!
كان الاتحاد الإفريقى يمكن أن يعبر عن صدمته مما جرى، مثل الاتحاد الأوروبى، على الأقل.. ولا يحمله ذلك أدنى مسؤولية.. فلماذا لم يفعل؟.. هل الاتحاد الإفريقى لكرة القدم (الكاف) أهم من الاتحاد الإفريقى؟.. هل هو أعلى صوتاً من الثانى؟.. هل قادة إفريقيا يخافون على مناصبهم أن تزول؟.. ما هو التفسير، وما هو المبرر لحالة الصمت الرهيب على ما يحدث هناك؟
متى يؤكد الاتحاد الإفريقى أنه حى يرزق وأنه لابد أن يكون له صوت دولى مسموع فى مجلس الأمن؟.. ومتى يطالب بحقه فى التنمية، حتى لا يهاجر شباب إفريقيا إلى أوروبا وأمريكا؟.. متى يطالب بحقوق الدول الإفريقية، التى سرقها الاستعمار؟.. إن أقل شىء أن يطالب الاتحاد الإفريقى بتغيير ميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. أو يهدد بالخروج من المنظمة الدولية، كما هدد ترامب بتعطيل منظمة الصحة العالمية، والانسحاب منها، ووقف تمويلها، مجرد إثبات حالة أو تضامن رمزى لا أكثر!
وأخيراً، فإن المشكلة أننا دول مستهلكة للسياسات والشعارات والمواقف الدولية، ولسنا دولاً فاعلة تنتج سياسات أو تصورات أو مواقف سياسية.. ولا يحسب لنا أى حساب على خريطة العالم!