توقيت القاهرة المحلي 06:03:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تراوغ!

  مصر اليوم -

لا تراوغ

بقلم : محمد أمين

المراوغة التى تبدو عليها إثيوبيا فى مفاوضات سد النهضة، سببها أن الجانب الإثيوبى لا يمتلك إرادة سياسية للإنجاز.. وربما أنه معبأ بأفكار قديمة تجاه الدولة المصرية.. والصفحات الإفريقية على الفيس بوك تكشف جانبًا من هذه الأفكار.. بعضها يرى أنه مشروع قومى لا تراجع عنه.. وبعضها يرى أن مصر تتعامل بفوقية غريبة منذ سنوات العصر الملكى.. وقد يكون لإثيوبيا بعض العذر فيما تقول وقد لا يكون.. لكن يبقى التفسير الأقرب إلى المنطق أنها أعطت كلمة لطرف من الأطراف وقبضت الثمن ولا تملك التراجع!.

ولست مع الأشقاء فى إثيوبيا أن السد هو الحل الوحيد الذى سينجز عملية التنمية وتوليد الطاقة الكهربائية.. فهناك بدائل أخرى من الطاقة الجديدة والمتجددة تعتمد على طاقة الشمس، وهى فى إثيوبيا مثل كل بلاد إفريقيا لا حدود لها.. وقد أنجزت مصر محطة للطاقة الشمسية فى بنبان أسوان، يمكن لمثلها أن يغنى إثيوبيا عن سد النهضة.. ويمكن لمصر أن تساعدها فيه.. لكن إثيوبيا أغلقت عينيها وأذنيها عن أى حل آخر!.

وهذه رسالة لرئيس الوزراء أبى أحمد.. وأنا أعرف أنهم يترجمون كل ما يُكتب عنهم:

لا تراوغ وأنت رجل سلام، ولا تخلق من المنطقة بؤرة صراع وصداع، يعرض إثيوبيا للخطر قبل مصر!.. وأنا لا أتفق مع الخبير الروسى الذى يقول إن مصر ليس لديها أى أوراق ضغط على إثيوبيا.. وإن كنت أتفق معه أن إثيوبيا ممتنة للربيع العربى والإخوان المسلمين.. ولولا ما حدث ما استطاع أن يقترب من القضية أصلا.. وأتساءل: لماذا انتهزت الفرصة إن كنت تبنى فى بلدك وبفوسك ومياهك؟!.

لقد سمعنا كثيرًا تصريحات من مسؤولين فى إثيوبيا أن المياه مياهنا والفلوس فلوسنا والسد «سدنا عن ابونا وجدنا».. وهى رسائل استقبلناها هنا بعلم الوصول.. والسؤال: لماذا كانت تفعل ذلك تحت جنح الظلام؟.. لكل ذلك كانت النوايا غير خالصة وغير مخلصة ولو قعدنا نتفاوض عامًا آخر فلا جديد!.

لقد قرأت تحليلًا لخبير روسى يقول إنه لم يعد بالإمكان إيقاف إثيوبيا عن المسار الذى اختارته بأى ضغط دولى، ولم يعد أمام مصر غير الحرب، والحرب ستكون مؤجلة لمدة 3 سنوات على الأقل، حين تشعر مصر أنها تأثرت فعلًا ببناء السد.. وساعتها نصبح أمام الأمر الواقع.

لكن أخطر ما فى الكلام أنه تحدث عن حرب مصر مع دولة مسيحية.. وهو تخريج للكلام عن موضعه.. فقد جعلها حربًا بين الإسلام والمسيحية وهو كلام فارغ.. لأنها حرب وجود.. لأن نهر النيل مسألة حياة أو موت ليس للكارت الدينى بها أى صلة!.

وباختصار حين يقول وزير الخارجية «سندرس كل الاحتمالات الممكنة» فلا يعنى أننا سندخل الحرب، فالمعروف أن التلويح بالحرب كان من الأمور التى تمت دراستها مبكرًا، ولا تفضلها مصر حتى الآن!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تراوغ لا تراوغ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon