توقيت القاهرة المحلي 12:05:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلطان النغم

  مصر اليوم -

سلطان النغم

بقلم : محمد أمين

لم يعاتبنى أحد من محبيه ولا عشاقه ولا أبنائه ولا مريديه.. إنما عاتبنى ضميرى أن أتجاهل سلطان النغم وأعظم من لحن القصيدة.. أتحدث عن المبدع رياض السنباطى.. فقد كتبت فى مقال أمس «ثورة الشك» أن كاتب الكلمات هو الأمير الشهير، وأن من غنت القصيدة هى كوكب الشرق.. ونسيت الإشارة إلى من لحنها ونفخ فيها من روحه، فكانت ثورة الشك أغنية خالدة!

رياض السنباطى ليس من آحاد الملحنين حتى أنساه، أو لا أتوقف عنده بالتعظيم.. إنه السلطان فى زمن عزّ فيه السلاطين والأمراء والملوك.. فإن كان عندنا ملوك وأمراء فعندنا أيضًا سلاطين والسنباطى أولهم.. عاش للفن ومات فى حضرة الفن الأصيل.. واعتلى قمته السامقة.. إننى هنا أراجع نفسى دون أن يراجعنى أحد، كما حدث قبل هذا، من عشاق العالمى فريد الأطرش!

وإن كان يصح أن يتحدث أحد عن أغنية وينسبها إلى المطرب فقط، فلا يصح هذا من كاتب يقرؤه الناس.. لأنها محاولة اغتيال للكاتب والملحن معًا، وهما فى الغالب لا يقلان أهمية عن المطرب نفسه.. فإذا كانت أم كلثوم هى كوكب الشرق التى تختفى بجوارها سائر النجوم، فإن السنباطى قيمة وقامة فنية نادرة لا يجود الزمان بمثلها فى القريب المنظور.. ولا يمكن أن يختفى أبدًا!

فهل أكشف لكم عن سر؟.. لقد تنبهت للخطأ أمس وأصررت على المضى فيه، لأفرد مساحة كاملة للسنباطى.. وعلى أى حال فهذا اعتذار منى بذلك.. فالسنباطى مازال حيًا بألحانه العظيمة التى لا يقترب منها أحد.. فهو أول وآخر من لحّن القصائد الكبرى.. وأنت تستطيع أن تعرف اسم الملحن لأى قصيدة كلثومية دون أن يُكتب عليها.. فقد كان ذلك وقفًا على السنباطى وحده.. وهو ابن المنصورة التى جاءت منها كوكب الشرق وجاء منها كل الجمال، يملأ حياتنا فنًا وشعرًا وفلسفة ونثرًا!

وأظن أن المنصورة كانت تهدى لأبنائها أشياء لا يفوز بها غير أبنائها فى مجال الفن والغناء والثقافة.. وعبقرية الكتابة.. وقد كان أنيس منصور الكاتب الفيلسوف إذا كتب عن المنصورة، فكأنه فنان تشكيلى يجلس أمام «إلهة الجمال» ينحتها نحتًا.. بكل الشوق والعشق!

والمنصورة ليست غنية بجمالها الطبيعى فقط.. ولكنها غنية بجمال نسائها ورجالها أيضًا.. وهذا صديقى منير الغنام له قصة تُحكى.. فقد سافر وهو شاب مراهق إلى ألمانيا، فتعرّف على واحد من كبار رجال الأعمال هناك.. وكانت له ابنة وحيدة رائعة، رأت فى «منير» أنه شاب شرقى مختلف مكتمل الرجولة.. كان يعاملها مثل أخته الصغيرة.. ومرت السنون وذهب إلى هناك، كانت «ماريان» فى ريعان شبابها، فسحرها، وتزوجا فعشقت مصر وعاشت على ضفاف نهرها الخالد!

وأخيرًا أتساءل: ماذا فى المنصورة بالضبط لتعطى كل هذا الحب والعشق والفن؟.. وماذا فيها لتعطى كل هذا الجمال؟.. فيها الشعراء والأدباء والفلاسفة والحوريات.. فهل الفن يأتى تحت أقدام فتاة جميلة؟.. وهل الشعر يرتبط بجمال النساء؟.. فكيف بالفن والفلسفة والكتابة؟.. ذات يوم، كل نجوم الفن والأدب مروا من المنصورة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطان النغم سلطان النغم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon