بقلم : محمد أمين
ليست صدفة أن تتزامن انتخابات الرئاسة، والانتخابات على منصب رئيس الوفد.. فقد يضحك البعضُ عندما تتحدث عن الوفد، ومكانته، وقد يضحك البعض عندما تقول إن «مستقبل مصر» مرتبط بمستقبل «بيت الأمة».. وربما يندهش عندما تقول إن إصلاح مصر يبدأ من هنا.. سوف تسمع من يتهكم ويقول: يا عم، الله يرحم الوفد و«يبل الطوبة» اللى تحت راس سعد زغلول!.
وبلاشك هؤلاء وهؤلاء عندهم حق.. عندهم حق لكى يسخروا ويتهكموا.. وعندهم حق حينما ينظرون إليك بدهشة واستغراب.. ولكن هؤلاء يتعاملون مع واقع الوفد الآن.. فقد مرمطنا اسمه وسمعته، وارتكبنا كل الموبقات باسمه العريق.. ومع هذا فهناك فرصة لاستعادة مكانة بيت الأمة.. وهناك فرصة ليعود إلى صدارة المشهد فعلاً، فالساحة خالية والحياة الحزبية «متعطشة»!.
والآن الكرة فى ملعب الوفديين.. فالأمل معقود عليكم من خلال انتخابات رئاسة الوفد.. إما وفد كبير قادر على المنافسة فى كافة الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية، وإما شللية تقود حزباً للهاوية.. ولا يكون أمامها غير أن تغلق هذا الصرح العظيم بالضبة والمفتاح.. فهل ننجح فى الاختبار؟.. هل يستعد الوفد بمرشح رئاسى فى 2022؟.. وهل نستعيد سمعة الحزب والصحيفة الآن؟!.
فقد كنتُ واحداً من الذين تصوروا أن الفرصة كانت مواتية لقيادة العمل السياسى بعد ثورة 25 يناير.. وكنت أتخيل أننا يمكن أن نشكل الحكومة، ويكون لنا أكبر تكتل برلمانى.. نعم كنا نستطيع.. لولا حالة العشوائية والتردد التى سيطرت على قيادات الوفد.. وانتقدتُه بشدة يوم تحالف مع الإخوان.. وكتبتُ حتى سقط التحالف، وبدلاً من أن يعترفوا بالخطيئة «فصلونى» من الصحيفة!.
وغداً ستقوم الجمعية العمومية باختيار رئيس جديد.. فمن هو هذا الرئيس الجديد؟.. وما هى معايير الاختيار التى تؤمن بها الهيئة الوفدية؟.. مطلوب رئيس يلمُّ شمل الوفديين الجدد والقدامى، ويعيد بناء الحزب، ويجذب الكفاءات القادرة على وضعه فى مكانة لائقة.. كما يعبّر عن مبادئ وثوابت الوفد، ويستعيد مصداقيته، ويشجع الشباب على «المشاركة» وتحمل «مسؤولية القيادة»!.
والنقطة الأهم أن يكون فى اعتبار الرئيس المنتخب توحيد القوى الليبرالية والوطنية تحت لواء الوفد.. وأن يكون رئيساً لكل الوفديين بعيداً عن الشللية والانتقام.. بالإضافة إلى إدارة الأصول بطريقة علمية، ليتجاوز الأزمة المالية، بعد أن كان الوفد يملك ودائع يتفوق بها على الأحزاب الأخرى، لدرجة أنه رفض أن يتقاضى أى دعم من الحكومة ليحافظ على استقلال قراره السياسى!.
باختصار، مصر فى حاجة إلى الوفد فلا تخذلوها.. الحياة السياسية كان يمكن أن تتغير لو كان فى الوفد زعيم يكتسب ثقة المصريين.. فإن كانت مصر تنتخب رئيسها، فهى بالتأكيد عينها على من يقود «بيت الأمة» فى السنوات القادمة؟.. والكرة الآن فى ملعبكم.. فهل يفعلها أحفاد سعد والنحاس؟!.
نقلاً عن المصري اليوم