بقلم : محمد أمين
الأرقام لها دلالتها فى أى قرار.. فى نصر أكتوبر رقم 6 حاضر بقوة.. 6 سنوات على الهزيمة، واختيار يوم 6 أكتوبر، وتوجيه ضربة قوية للعدو فى 6 ساعات.. فلو تأخرت مصر عن إحراز النصر بعد الهزيمة النكراء، أكثر من 6 سنوات، لكان الإحباط سيد الموقف.. التوقيت مهم.. الإعداد مهم.. منح الفرصة أيضاً مهم للغاية.. طول المدة يفقد القرار قيمته!.
قرار التغيير أيضاً له توقيت.. ولكن طول الكلام عن التغيير، يولد حالة إحباط.. قد يشبه قرار الحرب.. وبالتالى لابد من الإعداد له.. لابد أن تتوفر فيه عناصر الكفاءة، ومنح الفرص.. الجيل الذى حارب أخذ الفرصة.. أبدع.. كل واحد قدم أجمل ما عنده، وقدم أيضاً أغلى ما عنده.. كان هناك قائد يكتشف المواهب.. كل هؤلاء أخذوا الفرصة.. و«لذلك أبدعوا»!.
نحن الآن نحتاج إلى اكتشاف المواهب فقط.. وهم يحتاجون لفرصة.. يجب أن ترفع بعض الجهات يدها عن «كنوز مصر».. لا تصنف الناس طبقاً لمعايير غريبة.. المعيار فقط للكفاءة.. مصر تحتاج لكل أولادها.. تحتاج لعبور جديد.. نحن فى حالة حرب.. الرئيس السيسي قال «إنها حرب تعتمد على الخداع والتضليل والشائعات».. فهل نقابل ذلك بالصمت والمنع وكتم الأصوات؟!.
أعرف أن الأجهزة لديها «بنك الكفاءات» ويتضمن قوائم بالأسماء والعلماء.. ولا تحتاج إلى شهر لإنجاز التغيير.. القرار حين يتأخر يفقد زهوته، ويشيع حالة الإحباط.. وأعرف أن لديها بدائل لكل اسم.. الناس طلبت التغيير ولم يحدث شىء.. كان التغيير حلاً سياسياً.. وكان نوعاً من «الشراكة»، لا أحد أعطى إشارات خضراء ولا حمراء.. جعلوها «فرصة للرغى»!.
غير معقول أن نفقد الإحساس بالمشاركة.. وغير منطقى أن يكون الشارع فى واد، والحكومة فى واد!!.. التغيير هو سنة الحياة.. وفى النظم التى تؤمن بالديمقراطية، يكون التغيير مطلباً شعبياً، وتكون الحكومة عند ظن الشعب.. وأستغرب أن يقول رئيس البرلمان «فيه تغيير حقيقى» ولا نجد التغيير.. ننتظر الشائعات حول التغيير.. وجو الشائعات لا يبنى الوطن!.
لا يوجد أحد من الوزراء يستريح الآن فى وزارته.. ولا يوجد أحد من المحافظين يستريح كذلك.. ولا يوجد زميل رئيس تحرير «مستريح» فى صحيفته.. أصبح الجميع ينتظر التغيير، ولو أن يذهب إلى الجحيم.. فلماذا فعلنا هذا بالناس؟، وما معنى أن يُترك الأمر منذ شهور، بدون تغيير؟.. فلا الوزير يستطيع التصريح بأى شىء، ولا يعرف إن كان سيبقى أم يرحل؟!.
مصر فيها كفاءات، تعمل «عشر حكومات»، و«عشر حركات محافظين».. مصر فيها كنوز فى الجامعات ومراكز الأبحاث.. منجم الذهب الذى لا يفنى.. الإنسان المصرى.. العبقرى الذى صنع النصر العظيم، بأقل تكلفة وأقل سلاح.. مازال موجوداً بالفعل.. ولكنهم يختارون بطريقة أخرى للأسف!.