بقلم : محمد أمين
ليس هناك حرب تدق طبولها، ولكن هناك «هبلة ماسكة طبلة».. على طريقة شعللها شعللها.. هناك كلام فقط عن حرب، وعن تحريك حاملات طائرات وصواريخ.. وهناك كلام عن مغادرة دبلوماسيين، وهناك كلام أيضاً عن تحريك 120 ألف جندى أمريكى للمنطقة.. «عندنا فتة ولحمة».. وهم هنا فى أمان، يتقاضون بالدولار.. فهى فرصة عمل «طرية» فى الخليج العربى!.
ومازلت عند رأيى بأنه لا توجد حرب عسكرية، ولكن «حرب نفسية» ربما يكون متفقاً عليها أيضاً.. جواد ظريف أكد هذا أمس من بكين.. كان وزير الخارجية الإيرانى يسعى لإيجاد حل لدى أنصار إيران.. قال «لن تكون هناك حرب، لأننا لا نريد الحرب».. وقال أيضاً «لا توجد قوة يمكن أن تواجه إيران».. حرب لا لعب آه.. فهذه «حسابات» أخرى قد «تمارسها» إيران!.
وكأن جواد ظريف يقول لدول الخليج «لا تسرفوا فى الخوف، ولا تسرفوا فى العطايا».. إيران ستبقى موجودة ومصلحتها فى السلام مع دول المنطقة.. وأمريكا تريد أن تكون موجودة لتبحث عن فرصة.. وقد تبحث عن عمل لهذا الجيش الكبير القادم للمنطقة بدعوى «نصرة الأصدقاء»، وبدعوى الحفاظ على المصالح الأمريكية.. «هو حد جه جنبك يا ابنى أنت؟!».
فلا تقنعونى أن من ضرب السفن الإماراتية هى إيران.. ولا تقنعونى أن من ضرب محطات السعودية هى إيران.. لا يوجد عاقل يفعل ذلك.. إذن الحكاية هى افتعال معركة.. قلنا إنها تشبه ضرب نظام صدام بسبب سلاح نووى مزعوم، وتشبه ضرب بشار بدعوى سلاح كيماوى مزعوم.. وإذا كانت أمريكا تتحرك من أجل سفينتين فلماذا لم تتحرك من أجل ثلاث جزر؟!.
ولكل ما سبق لن تدخل إيران الحرب.. ولن تعلن أمريكا عليها الحرب.. طهران ليست وحدها فى الحكاية.. أين موسكو وبكين؟.. إيران لم تذهب للصين لتقول «إلحقونا»، كما أنها ليست مثل العراق.. فهل المطلوب هو إسقاط نظام الملالى؟.. الإجابة لا.. إنه نظام مريح جداً للأمريكان.. يشبه نظام كيم فى كوريا الشمالية، ويساعد دوماً على بيع السلاح لطوكيو وسيول!.
زمن الحروب العالمية انتهى.. فلا أمريكا ستضرب إيران بقنبلة نووية على طريقة هيروشيما ونجازاكى.. ولا إيران ستتفرج عليها وهى «تسف التراب».. إنها لن ترد على أمريكا وحدها.. ولكنها ستضرب عواصم عربية، وتضرب تل أبيب فى وقت واحد.. وهذا الكلام لا يمكن قبوله الآن.. الحكاية وما فيها قرشين من الخليج، وبقاء ترامب فى البيت الأبيض مجدداً!.
وباختصار، انسوا كل التهديدات الأمريكية.. وانسوا كل التحذيرات حول غلق المجال الجوى.. كله كلام من قبيل استكمال مشاهد «الحرب النفسية».. فليس معقولاً أن تأتى كل هذه الحشود العسكرية ولا تثير غباراً.. إيران تتفهم هذا وتساعد عليه، ولكن العرب آخر من يفهمون للأسف!.