بقلم : محمد أمين
هل تصدق أن أسئلة الثانوية العامة جاءت من كتاب المدرسة هذا العام؟.. وهل كنتَ تصدق لو حلفت الوزارة على المصحف أن الامتحانات من نموذج إجابات الوزارة؟.. والسؤال الأهم: هل تحتفظ بكتاب المدرسة فعلًا كما تحتفظ بالكتاب الخارجى؟.. ربما أكتب هذا الكلام بعد فوات الأوان لطلاب الثانوية، ولكن على أى حال قد يستفيد منه طلاب العام القادم!
عندما كنت فى الثانوية العامة كنت أذاكر فى كتاب المدرسة.. فلما ظهرت النتيجة جاء بعض الزملاء والزميلات يطلبون الكتب التى نزل فيها «الوحى».. فقلت: لا تشغلوا بالكم بها، إنها كتب المدرسة، وسوف تحصلون عليها جديدة جدًا فى بداية العام الدراسى، خاصة أنها كانت ملونة بعدد مرات القراءة.. وأذكر أن الزميلات لم يقتنعن بأنها كتب المدرسة، حتى أتيت لهن بالكتب الملونة، واندهشن فعلًا!
كنا زمان نحاول أن نلتزم بكتب المدرسة ومدرس المدرسة، ولم نكن نذهب إلى السناتر إلا خفية لأنها عار.. ولم نكن نقرأ الكتب الخارجية حتى لا نثقل على أهالينا.. كان ذلك من تلقاء أنفسنا، وكان الأهل على استعداد لإنفاق دم القلوب على الكتب والدروس إذا رغبنا.. ولم نكن نفعل تقديرًا لهم.. وكنا نتفوق ونشعر بالمسؤولية فى وقت واحد!
الآن الأولاد يشتركون فى جميع الدروس من شهر يوليو حتى نهاية الامتحانات، ويشترون كل الكتب الخارجية.. ولذلك فإن النتيجة تكون لأولياء الأمور أولًا قبل الطلاب.. وكثيرًا ما سمعنا عن حالات إغماء لأمهات وليس للطلاب لأنهن اللائى سهرن ودفعن من قوتهن وشربهن!
وأظن أن أبلغ رد على صعوبة الأسئلة أنها من كتاب المدرسة، الذى يتسلمه الطلاب فى بداية العام، ويبيعونه لبتاع الروبابيكيا للأسف.. ونجح «اليوم السابع» فى وضع أيدينا على أصول ومصادر الأسئلة الخاصة بالفيزياء من كتاب المدرسة، حتى لا يتحجج الطلاب بصعوبتها!
هذه شهادة لكتاب المدرسة أقدمها للطلاب الجدد، من واقع تجربتى لوجه الله.. وآخرون كثيرون يعرفون ذلك، وقد كنت أتحدث مؤخرًا فى هذا الأمر مع صديقى، دفعة الثانوية بكفر شكر، الدكتور عبدالناصر عبدالله، استشارى القلب المعروف، وهو دفعة الدكتور محمود المتينى، رئيس جامعة عين شمس، عميد كلية الطب السابق، فقد كان سر تفوق جيلنا أننا نذاكر فى كتاب المدرسة، ونرضى بأقل القليل، حتى لا نرهق أهالينا فوق طاقاتهم أبدًا!
المثير أننا لم نكن نصرخ من الأسئلة، ولا نعرف طريق الصحف ولا وسائل الإعلام، ولم يكن عندنا «فيسبوك».. الآن أى شكوى تتم دراستها، ويُعاد توزيع الدرجات من جديد.. ويحصل الطلاب على 100% وأكثر.. على أى حال أى امتحان لابد أن يكون هناك مَن يشكو منه.. فهل نحن نقيس الامتحانات على مستوى الطلاب الفاشلين؟!
وباختصار، كنت أتمنى ألا تهتم الوزارة بالشكاوى الفارغة للطلاب، خصوصًا أن الشكوى مستمرة مادامت هناك امتحانات!