توقيت القاهرة المحلي 05:05:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«غنية» وليست «راقية»!

  مصر اليوم -

«غنية» وليست «راقية»

بقلم : محمد أمين

قرأت تحقيقًا صحفيًا فى إحدى الصحف الشقيقة، عن جرائم الطبقة الراقية فى مصر.. تضمنت 5 جرائم هزت عرش «الطبقة الراقية» فى مصر، وشملت قضايا قتل وتحرش وتورتة جنسية.. وبداية دعونى أختلف مع وصف الطبقة الراقية.. قل طبقة غنية ولا تقل طبقة راقية.. الطبقة الراقية بأخلاقها وليست بأموالها ولا بالنادى الذى تشترك فيه، ولا بالحى الذى تقيم فيه.. الرقى رقى الأخلاق.. فقد عرفنا الطبقة الراقية زمان، لم تكن ترتكب هذه الحماقات، ولا تحسب رقيها بالأموال التى فى رصيدها بالبنوك!

طبقة الفلاحين الذين يعرفون العيبة طبقة راقية.. فهم أولاد الأصول.. والطبقة المتوسطة التى لا تشترك فى أندية الملايين، ولا تسكن فى جاردن سيتى والزمالك ومصر الجديدة، وليس لها رصيد فى البنك، هى أيضًا طبقة راقية.. والتى لا تسهر فى فيرمونت، ولا تعرف نادى الجزيرة، ولا تسكن الرحاب، ولا تتصرف بعنجهية محدثى النعمة.. طبقة راقية!

الطبقة الراقية هى التى رأيناها فى حفلات أم كلثوم وفى دار الأوبرا زمان، ثم اندثرت بفعل عوامل التعرية والتصحر التى أصابت مجتمعنا فى العقود الأربعة الأخيرة.. وطبقًا لمقاييس الطبقة الراقية الآن لم يكن عباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وأم كلثوم وعبدالحليم فى عداد الطبقة الراقية مع أنهم هم الذين علموا الناس الرقى.. كانوا من الأرياف وعلموا الأغنياء الرقى الحضارى، وليس الرقى المالى!

أن تكون غنيًا لا يعنى أن تكون راقيًا أو مثقفًا، وأن تسكن فى فيلا أو قصر لا يعنى أن تكون طبقة راقية.. أبناء الفلاحين وأولاد الأصول الذين نزحوا إلى القاهرة هم من أنشأوا طبقة راقية فى مصر، وكل من عرف العيبة هو راق بالضرورة، وليس من يملك الفلوس فى حسابات البنوك.. والذين لهم رصيد فى بنك الأخلاق هم الطبقة الراقية!

وعلماء الاجتماع يقسمون الناس إلى طبقات اجتماعية.. منها الطبقة العليا والطبقة الوسطى والطبقة العامة.. وفى وقت من الأوقات قسموها إلى برجوازية وطبقة عاملة.. والطبقة فى تعريف البعض هى مجموعة أشخاص يملكون نفس الوضع الاجتماعى أو الاقتصادى أو التعليمى أو السياسى.. ويمكن أن تقول طبقة حاكمة وطبقة محكومة!

ومفهوم الطبقة يختلف من مجتمع لآخر.. وحسب كارل ماركس الطبقة عنده طبقة برجوازية وطبقة بروليتاريا أى طبقة العمال.. وفرق بين الذين يملكون الثروة ووسائل الإنتاج، والذين لا يملكون ثروة ويعملون فى وسائل الإنتاج، وعرفت مصر الطبقة الأرستقراطية وعرفت مجتمعات أخرى طبقة النبلاء وطبقة العوام.. والكلام الآن عن طبقة راقية لا يمت للواقع بصلة.. فالرقى شىء غير الثراء.. فالعائدون من الخليج صنعوا مجتمعات الثروة ولم يصنعوا هذا الرقى، ولا تربطهم ببعضهم أى خصائص مشتركة، ولا ينطبق عليهم وصف طبقة، إلا اشتراكهم فى الكومباوند الذى يسكنون فيه أو النادى!

وأخيرًا، هذه طبقة غنية وليست راقية ومصادر الثروة ليست معلومة بأى حال.. وليس لهم تاريخ حضارى أو ثقافى يستمدون منه هذا الرقى الوهمى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«غنية» وليست «راقية» «غنية» وليست «راقية»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon