بقلم : محمد آمين
لا أحب الذين يستغلون نفوذهم وعلاقاتهم فى تسليك بعض الأمور.. ولا أحب أن أمارس أى نوع من الخطأ مهما كان بسيطا.. لذلك أكتب وأنتقد بكل قوة، وقد ذهبت إلى إدارة المرور قبل موعد تجديد الرخصة بعشرة أيام، خشية أن يأتى العيد وتنتهى الرخصة.. رغم كل المحاولات بإقناعى بالتأجيل إلى ما بعد العيد، خاصة أن هناك «شهر سماح».. وتوجهت وأنا صائم لعمل كل الإجراءات فى عز الصيام، وأنا أرتدى الكمامة والقفاز الطبى.. وأمارس ذلك بكل رضا والتزام، بغض النظر عن تعليمات الحكومة واشتراطات التشغيل!
وأنا بطبيعتى لا أحب أن أقول معلش، وأنا بتاعك يا بيه!.. ولا أحب استخدام الكارنيه الصحفى فى أى مناسبة لأن الناس أيضاً تنتقد، وتشعر بالغضب، وأجدده كل عام دون أن أستخدمه.. ولا أذكر أننى قدمت الكارنيه لأى جهة على مدار 30 سنة.. ولا أحب أن أعرض نفسى لشىء من هذا على الإطلاق!
ولا أذكر أننى تجاوزت السرعة أبداً.. حتى إن أولادى يظنون أننا نسير بسرعة السلحفاة، وتتجاوزنا كل السيارات على الطرق السريعة.. وأعتبر السفر نوعا من الفسحة والمتعة.. ولذلك لا يستوقفنى أى رادار ولا أى كمين على الطريق.. وساعتها أشعر بسعادة غامرة، وأقول لهم: شفتوا كنا سنقف مثل هؤلاء، ونتحايل ونضيع الوقت، وجمايل وكلام فارغ!
مهمة الرجل المشهور صحفياً أو إعلامياً أن يقدم القدوة والمثل، ويضرب بنفسه المثل على الانضباط.. ولذلك نادراً ما أدفع مخالفات عند التجديد كل ثلاث سنوات.. وذات مرة كنت أدفع المخالفات، وطلب العسكرى خمسة جنيهات، قلت له: بس.. قال علشان الاستمارة فقط.. لا توجد مخالفات، وكان بعض المواطنين يعرفوننى ويتابعون الموقف.. وكنت سعيداً للغاية وهم يقولون: ما شاء الله مش انت اللى تخالف!
والسؤال: ما قيمة أن تكون فناناً مشهوراً وتدخل فى مشاجرات وخناقات هنا وهناك؟.. الفنان المشهور بعلمه وأدبه، والكاتب المشهور بقيمته وثقافته وحبه للناس والوطن.. وليس لأنه مشهور ويكتب فى الصحف ويظهر فى التليفزيون.. نريد أن نغير مفاهيم الناس عن المشاهير.. الآن أى «يوتيوبر» مشهور عن الكاتب الذى قضى حياته فى الكتابة والقراءة.. وأى مطرب مهرجانات أكثر شهرة من الممثل القدير.. فالشهرة فى حد ذاتها ليست مقياساً لأى قيمة!
الالتزام هو القيمة التى تفخر بها وليس الشهرة.. الانضباط وليس التردد على أقسام الشرطة.. قيمة الاحترام لا تضاهيها قيمة أخرى فى حياتنا.. قد تكون مشهوراً بلا قيمة.. وهناك سفاح مشهور وزعيم عصابة وعيال كتير على «فيس بوك» مشاهير لأنهم أراجوزات!
وأخيراً هل تريد أن تكون أراجوزاً مشهوراً أم تريد أن تكون مشهوراً بالاحترام والالتزام؟.. أنت وحدك من تملك القرار، محترماً أم لا؟.. تستطيع أن تختار مشوارك!.