بقلم : محمد أمين
لم نعرف طعمًا للهدايا منذ سنوات.. لم تقدم لنا حكومات ما بعد الثورة أي هدية، لكنها وعدتنا بالمُرّ والحنظل والعرق والدموع.. حتى إن بابا نويل لم يمر علينا بأى هدية منذ أعوام.. فهل تحمل السنة الجديدة هدايا بابا نويل وهدايا حكومية، تبشرنا باستقرار الأمور؟.. هل ودّعنا سنوات الشقاء، وسندخل على عام الحصاد؟.. فهل يختلف عام 2020 عما سبقه من أعوام؟!
لا أدرى.. كلها توقعات في علم الغيب.. بعضنا يذهب إلى العرّافين والمُنجِّمين، لتبشره ماجى فرح وأخواتها بأنه عام الصحة والثروة، أو تبشره بحب جديد، أو شراء سيارة.. ونعيش على الأحلام.. نفعل ذلك لنعيش على أمل.. لم أفعل مثلهم ولم أقرأ توقعات «ماجى».. كنت أنتظر توقعات د. مصطفى مدبولى.. وأخشى أن يكون لقاء اليوم أشبه بتوقعات «ماجى فرح»!
فالمصريون عمومًا لا يحلمون بسيارة ولا زواج ولا ثروة.. يحلمون بحياة بسيطة مستقرة.. ويحلمون بوظيفة لأبنائهم.. وأظن أنها مهمة رئيس الوزراء وحكومته.. وأعتقد أن نجاحه رهن بما يقدمه من فرص عمل ووظائف للأيدى المُعطَّلة على القهاوى.. وهو أمر مرتبط طبعًا بحجم الاستثمارات وأعداد السائحين وعدد المصانع المطلوب إعادة تشغيلها الآن!
هذا ما ننتظره من حكومة «مدبولى».. ولا ننتظرها من بابا نويل أبدًا.. مفترض أن لدينا حكومة تعرف كيف تسعد شعبها.. كيف توفر له مناخًا للإبداع والفن والإعلام والحرية.. وإلا ننتظر من «مدبولى» بلالين وحلوى وهدايا، وننتظر من بابا نويل إدارة الحكومة، وتوفير الوظائف ورفع الأجور، وتخفيض فواتير المياه والكهرباء.. ثم نجعله «رئيسًا للوزراء»!
هل فَكّر رئيس الوزراء أن يتبادل مع بابا نويل المقاعد؟.. هل فَكّر أن يقدم هدايا للمواطنين؟.. هل فَكّر في الترويح عن المواطنين بعد سنوات من العرق والدموع.. الحياة ليست كلها «ضرب ضرب».. نريد حكومة تشعر بالمواطن البسيط.. نريد رئيس وزراء يفكر في تقديم هدايا، على طريقة بابا نويل.. نريد إدارة موارد بشكل اقتصادى، ولا نريد «سياسة الجباية»!
سننتظر حتى نعرف كم مصنعًا متعثرًا دخل الخدمة من جديد؟.. وسنعرف حجم الاستثمار الأجنبى، الذي يدخل مصر في ظل قيام «مدبولى» بمهام وزير الاستثمار؟.. وإن كنت لا أعرف ما معنى أنه ليس وزيرًا للاستثمار؟.. كيف كانت وزارة، ثم أصبحت هيئة بلا رئيس.. هل تشَبَّعنا من الاستثمار؟.. هل تخلص الرجل من وزارة الاستثمار، في «زيارة واحدة»؟!
باختصار، ما الهدايا التي يحملها رئيس الوزراء للشعب في عام 2020؟.. ما الأحلام التي يحملها للمواطنين في الكريسماس؟.. شبابنا يحلم بفرصة عمل فقط، لا سيارة ولا شقة ولا عروس.. ليسوا طمّاعين، ولا يصدقون توقعات «ماجى» بالثروة والصحة.. إنما على الأقل راحة البال أولًا!