توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعيش وندفع الفواتير!

  مصر اليوم -

نعيش وندفع الفواتير

بقلم : محمد أمين

 مصر الآن فى حاجة إلى رجال مطافئ، فى مواجهة قرارات حكومية لا تعتمد على تمهيد إعلامى وسياسى بقدر ما تعتمد على الصدمة والرعب.. ولا أدرى لماذا تستغرب الحكومة نشاط الإخوان فى مواسم من هذا النوع؟.. بالتأكيد هذا موسم ينشط فيه الإخوان.. هذه مصالح أو ورقة ضغط.. سيب وأنا أسيب.. المشكلة كيف تترك لها الساحة خالية بلا تأمين؟.. وكيف تعطيها «البنزين»؟!.

فليس غريباً أن يستغل الإخوان ارتفاع تذاكر المترو.. وليس غريباً أن تستعد من الآن لقرارات يوليو المتعلقة بزيادة أسعار المحروقات.. ولعلك تلاحظ أن كلمة المحروقات تحمل فى طياتها دلالات مخيفة.. قد تؤدى إلى حرائق.. فكيف لم نستعد من الآن، إن كانت هناك نوايا أو قرارات لرفع الدعم عن الطاقة؟.. كيف لا يحدث «تمهيد إعلامى ومجتمعى»؟.. وكيف نعتمد على الصدمة والرعب؟!.

وأعتقد أن رفع تذاكر المترو كان بروفة حية، وأعتقد أنه بالون اختبار حقيقى.. فما جرى فى المترو مؤشر.. وما جرى فى مجلس النواب من صخب، لدرجة أن رئيس المجلس رفع الجلسة حتى تهدا الأوضاع.. المثير أنه قال: وماذا تفعلون فى يوليو عندما ترتفع أسعار المحروقات؟.. هل عملت لجان استماع يا سيدى؟.. هل طرحتم الأمر على الرأى العام؟.. هل عندكم «بدائل»؟!.

والسؤال الآن لاثنين أحدهما تنفيذى، والآخر برلمانى.. الأول هو رئيس الوزراء.. كيف يمكن اتخاذ كل هذه القرارات فى وقت واحد، وفترة رئاسية واحدة، وحكومة واحدة؟.. أليس هناك حل لمواجهة حرق البلاد، واستغلال الإخوان للأزمات؟.. ثم، أليس هناك فرصة للتراجع حتى نمتص صدمة زيادات كثيرة أولاً؟.. ثم أين البرلمان مما يحدث من إجراءات اقتصادية طاحنة؟!.

وبكل وضوح، أرجو ألا تخونكم شجاعتكم.. السياسة ليس فيها شجاعة فقط.. السياسة فيها تقدير موقف.. وفيها حوار مجتمعى.. وفيها تمهيد إعلامى.. وفيها إعلام وطنى.. هل عندكم تقدير موقف يعتمد على دراسات وبحوث واستطلاع للرأى؟.. هل جرى حوار مدنى؟.. هل حدث تنسيق مؤسسى بين سلطات الدولة للتمهيد للقرارات الصعبة؟.. هل يعرف «الإعلام» شيئاً؟!.

فلا تلقوا بكل شىء على الإخوان.. الإخوان لا يصنعون الأزمة، ولكنهم يستغلونها.. نحن من نعطيهم البنزين فيشعلون الحرائق فى ربوع الوطن.. فقط أغلقوا الحنفية.. أو الحوار والكلام.. فالحوار ليس ترفاً.. 15 سنة احتجناها، كما قال وزير النقل لرفع سعر تذكرة المترو.. هل يعقل أن نرفع كل شىء فى أربع سنوات فقط؟.. هل نبرر رد فعل الناس بأنه بسبب تحريض الإخوان؟!.

السياسة ليست كلها شجاعة.. الشجاعة تصلح فى الحروب فقط.. السادات كان شجاعاً حين اتخذ قرار الحرب.. لكنه تراجع حين رفع سعر الرغيف، ليمتص غضب الشعب.. ومن الممكن أن نؤجل هذه الزيادات لوقت لاحق.. فالإصلاح الاقتصادى مهم، ولكن السلام الاجتماعى أهم.. نعيش وندفع الفواتير!.

 نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعيش وندفع الفواتير نعيش وندفع الفواتير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon