توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعيش وندفع الفواتير!

  مصر اليوم -

نعيش وندفع الفواتير

بقلم : محمد أمين

 مصر الآن فى حاجة إلى رجال مطافئ، فى مواجهة قرارات حكومية لا تعتمد على تمهيد إعلامى وسياسى بقدر ما تعتمد على الصدمة والرعب.. ولا أدرى لماذا تستغرب الحكومة نشاط الإخوان فى مواسم من هذا النوع؟.. بالتأكيد هذا موسم ينشط فيه الإخوان.. هذه مصالح أو ورقة ضغط.. سيب وأنا أسيب.. المشكلة كيف تترك لها الساحة خالية بلا تأمين؟.. وكيف تعطيها «البنزين»؟!.

فليس غريباً أن يستغل الإخوان ارتفاع تذاكر المترو.. وليس غريباً أن تستعد من الآن لقرارات يوليو المتعلقة بزيادة أسعار المحروقات.. ولعلك تلاحظ أن كلمة المحروقات تحمل فى طياتها دلالات مخيفة.. قد تؤدى إلى حرائق.. فكيف لم نستعد من الآن، إن كانت هناك نوايا أو قرارات لرفع الدعم عن الطاقة؟.. كيف لا يحدث «تمهيد إعلامى ومجتمعى»؟.. وكيف نعتمد على الصدمة والرعب؟!.

وأعتقد أن رفع تذاكر المترو كان بروفة حية، وأعتقد أنه بالون اختبار حقيقى.. فما جرى فى المترو مؤشر.. وما جرى فى مجلس النواب من صخب، لدرجة أن رئيس المجلس رفع الجلسة حتى تهدا الأوضاع.. المثير أنه قال: وماذا تفعلون فى يوليو عندما ترتفع أسعار المحروقات؟.. هل عملت لجان استماع يا سيدى؟.. هل طرحتم الأمر على الرأى العام؟.. هل عندكم «بدائل»؟!.

والسؤال الآن لاثنين أحدهما تنفيذى، والآخر برلمانى.. الأول هو رئيس الوزراء.. كيف يمكن اتخاذ كل هذه القرارات فى وقت واحد، وفترة رئاسية واحدة، وحكومة واحدة؟.. أليس هناك حل لمواجهة حرق البلاد، واستغلال الإخوان للأزمات؟.. ثم، أليس هناك فرصة للتراجع حتى نمتص صدمة زيادات كثيرة أولاً؟.. ثم أين البرلمان مما يحدث من إجراءات اقتصادية طاحنة؟!.

وبكل وضوح، أرجو ألا تخونكم شجاعتكم.. السياسة ليس فيها شجاعة فقط.. السياسة فيها تقدير موقف.. وفيها حوار مجتمعى.. وفيها تمهيد إعلامى.. وفيها إعلام وطنى.. هل عندكم تقدير موقف يعتمد على دراسات وبحوث واستطلاع للرأى؟.. هل جرى حوار مدنى؟.. هل حدث تنسيق مؤسسى بين سلطات الدولة للتمهيد للقرارات الصعبة؟.. هل يعرف «الإعلام» شيئاً؟!.

فلا تلقوا بكل شىء على الإخوان.. الإخوان لا يصنعون الأزمة، ولكنهم يستغلونها.. نحن من نعطيهم البنزين فيشعلون الحرائق فى ربوع الوطن.. فقط أغلقوا الحنفية.. أو الحوار والكلام.. فالحوار ليس ترفاً.. 15 سنة احتجناها، كما قال وزير النقل لرفع سعر تذكرة المترو.. هل يعقل أن نرفع كل شىء فى أربع سنوات فقط؟.. هل نبرر رد فعل الناس بأنه بسبب تحريض الإخوان؟!.

السياسة ليست كلها شجاعة.. الشجاعة تصلح فى الحروب فقط.. السادات كان شجاعاً حين اتخذ قرار الحرب.. لكنه تراجع حين رفع سعر الرغيف، ليمتص غضب الشعب.. ومن الممكن أن نؤجل هذه الزيادات لوقت لاحق.. فالإصلاح الاقتصادى مهم، ولكن السلام الاجتماعى أهم.. نعيش وندفع الفواتير!.

 نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعيش وندفع الفواتير نعيش وندفع الفواتير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon