بقلم - محمد أمين
ماذا يفعل الإخوان الآن؟.. وكيف يمكن تقييم الأمر بعد حشود المصريين فى الخارج؟.. هل يشعرون بأنهم خسروا المعركة؟.. هل يتقدمون باعتذار للشعب؟.. هل يعلنون التوبة والعودة إلى الدعوة وترك السياسة؟.. لقد فشلوا فى الحكم وفشلوا فى المعارضة، وسقطوا فى التحريض على المقاطعة.. تساءلت منذ أيام: من يحرك الجماهير؟.. وأقول: الولاء للوطن هو الذى يحرك الجماهير!.
وهناك فرق بين من يحركه ولاؤه للوطن ومن تحركه الدولارات.. الذين عندهم ولاء وانتماء لا يمكن أن تشتريهم بكنوز الدنيا.. فالمصريون الذين ذهبوا لمراكز الاقتراع كانوا مدفوعين بدوافع وطنية.. لم يتأثروا بالإعلام الممول ولا المضلل.. لم يتأثروا بالدعاية السوداء.. فمن المؤكد أن الجماهير التى خرجت لم تحصل على زيت ولا أكياس سكر ودقيق.. إنما خرجوا من أجل الوطن!.
ولا أدرى.. هل درست حكومتا تركيا وقطر قصة الحشود والطوابير المصرية؟.. هل حدثت مراجعات لما جرى؟.. هل تم تقييم الموقف؟.. هل شعروا بأن أموالهم تسربت بلا نتيجة؟.. أم أنهم يعولون على أنصارهم فى الداخل؟.. هل ينتظرون أن يقاطع الملايين انتخابات الرئاسة؟.. أظن أنها ستكون صفعة أخرى.. سواء لمن يعمل فى إعلام أهل الشر، أو من «يموّله».. وستبقى مصر!.
أتصور أن التنظيم الدولى يعيش حالة من الإحباط الآن.. وأتخيل أنه يعيش فى حالة يأس مزمنة.. وبالتأكيد يعرف أن رسالته فشلت، وأن المصريين طنشوها، وأثبتوا ولاءهم للوطن.. لقد قال الإرهابى الهارب عاصم عبدالماجد إنهم فشلوا، وإن الأجدر بهم أن يعودوا للدعوة.. وأقول له أيضاً ودعوتكم فشلت بالثلاثة.. لقد قدمتم نموذجاً فاشلاً، وكانت النتيجة أن النساء «خلعن الحجاب»!.
وضاعت فلوس الأتراك.. وضاعت فلوس القطريين.. وفشلت رسالة الإعلام الإخوانى.. فلا هى نجحت فى دعوات المقاطعة التى تبنتها، ولا هى تركت السياسة وركزت على بناء الوطن.. والأيام القادمة ستكون الانتخابات ملحمة جديدة.. الشعب المصرى عنيد إذا كان الهدف هو الوطن.. وسيتم حصار الإرهابيين فى السنوات المقبلة بعد الإصلاحات التى أعلنتها المملكة السعودية!.
الآن من حق المصريين أن يغنوا للوطن تأكيداً للولاء.. ومن حقهم أن يفرحوا بالنصر على الأعداء.. نعم نحن شعب يغنى للوطن فى كل حال.. يغنى فى الثورة ويرقص فى الانتخابات ويحمل الأعلام والورود.. هذه هى مصر.. الأغانى الوطنية تلازمنا فى الثورات والانتخابات.. البعض رأى ما حدث تهريجاً.. فهل يستطيع هؤلاء أن يقولوا إن المصريين فى الخارج حصلوا على زيت وسكر؟!.
وبلا شك كان الجميع فى اختبار حقيقى وتاريخى.. الدولة والشعب والإخوان.. وأثبتت الأيام أن الدولة كانت صح.. وأثبتت التجربة أن رهان الشعب كان على مواجهة الإرهاب والتنمية والبناء.. وأثبتت أيضاً أن الإخوان لا مكان لهم.. ونجحت الدولة والشعب.. و«سقط الإخوان» فى بئر الخيانة!.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية